لا ينكر أحد أن قوى الإسلام السياسى موجودة فى الشارع بقوة، وبالرغم من اختلاف درجة الأوزان النسبية لها، إلا أنها فى مجملها مؤثرة، وقادرة على الحشد والتعبئة، وفى هذا السياق انتظر الكل بعد ثورة 25 يناير، أن يكون هناك خطاب مشترك مع باقى الأحزاب والتكتلات السياسية، وقد يكون شىء حدث من هذا فى الفترة الماضية إلا أنه لم يصل إلى المستوى الذى يأمله الجميع.
أقول ذلك بمناسبة ما قيل عن اجتماع لـ«ائتلاف القوى الإسلامية»، الذى عقد أمس الأول، وضم عددا من الأحزاب السلفية وحزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وحزب «البناء والتنمية» المعبر عن الجماعة الإسلامية، ومما توفر عنه أن المناقشات الخاصة بالانتخابات البرلمانية المقبلة والتحالفات الخاصة بها، سارت على نحو أن «الحرية والعدالة» رأى أن يمتد التحالف إلى الأحزاب الأخرى، وهو ما رفضه آخرون، وأصروا أن يكون تحالفهم مقصورا على «ائتلاف القوى الإسلامية»، والحجة فى ذلك أن هذا التحالف قادر على حصد الانتخابات بل اكتساحها.
وبقدر ما يشير هذا الطرح إلى الشعور بالإفراط فى القوة، والتعبير عن أن هناك ثقة كبيرة فى الناخب المصرى، إلا أنه يعبر عن الإصرار على تقسيم المصريين إلى فسطاطين، «إسلامى» و«غير إسلامى»، ويحمل ذلك خطرا كبيرا لأنه يفتح الباب واسعا أمام تناحر طائفى لا نحتاج إليه، وذلك من خلال فرق سيحدث تلقائيا وهو، اصطفاف مسيحى فى مواجهة اصطفاف إسلامى، وعلينا أن نتخيل كم المخاطر التى ستنجم عن هذا الأمر، وبالإضافة إلى ذلك فإن تحالفا انتخابيا من هذا النوع لن يخرج من أثر الخطاب الدينى لمحاولة استقطاب الشارع الانتخابى، وهو ما قد ينجم عنه تناحرات ليس على الصعيد الطائفى وفقط، وإنما بين الناخبين المسلمين أنفسهم، قد تمتد إلى «تكفير» من هم فى صف المعارضين لهذا الائتلاف.
ويقودنا كل ذلك إلى حقيقة هامة وهى أن مصر لا تحتاج فى المرحلة المقبلة إلى برلمان يتحكم فيه لون سياسى واحد، وهذا ما تفطن إليه بقدر ما جماعة الإخوان المسلمين، وليت باقى ائتلاف القوى الإسلامية يحذو نفس الحذو.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة