وائل السمرى

بتوقيت السعودية

السبت، 03 سبتمبر 2011 03:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمر الزمان فى كل أنحاء الأرض، لكن فى السعودية شىء آخر، وليس غريبا أن يتندر الشباب على هذه الدولة وتابعيها ويقولون إن هناك أناسا فى هذا الكوكب صعدوا إلى القمر، بينما هم لا يقدرون حتى على رؤيته، قرون تبعتها قرون وأحداث تبعها تقدم، بينما السعودية لم تغادر إلى الآن منطقة العصور الوسطى، إذ لا يعنى التحضر أن تشترى سيارة آخر موديل وموبيل لا تجيد استخدامه، وأن تملأ الدنيا بقنوات فضائية تكرس لحكمك، بينما أنت أشبه بالكائنات الفضائية الأسطورية المنقرضة.

يسعى العالم العربى الآن لأن ينال حريته، وأن يتخلص من حكم الفرد المؤيد «زورا وبهتانا» بشرعية إلهية، بينما آل سعود يعيشون خارج الزمن، أوروبا وأمريكا أذكى من آل سعود، فهم أدركوا مبكرا أنهم لن يستطيعوا الوقوف أمام حركات التحرر العربى وإلا دهسهم قطار التحرير، وحدهم آل سعود يريدون عرقلة حركات التحرر العربى ليبقوا على الخريطة العربية كما هى بخنوعها وعمالتها وتخلفها وتصدرها لقائمة الأسوأ والأجهل والأفقر.

اسأل نفسك: من آوى بن على بعدما طرده التونسيون؟ ومن دعم مبارك حتى الرمق الأخير؟ ومن أجهض ثورة البحرين؟ ومن حمى الطاغية على عبدالله صالح؟ ومن ساعد الفاشية بشار الأسد؟ ومن صدر للعالم فكر القاعدة الإرهابى؟ ومن يدعم حركات التخلف فى العالم ويمولها؟ لتعرف إلى أى جانب يقف آل سعود وتعرف مدى عدائهم للشعوب العربية قاطبة بمن فيهم شعب الجزيرة العربية نفسه، وأقول شعب الجريزة العربية ولا أقول الشعب السعودى، لأنى حتى الآن لا أستسيغ فكرة أن يسمى شعب بأكمله باسم «عائلة» وكفى بها إهانة وإذلالا.

تاريخ طويل من العمالة والفساد والإفساد مارسته آل سعود فى العالم العربى، ابتداء بمعاهدة «القطيف أو دارين» سنة 1915غير الشريفة التى عقدوها مع الاحتلال البريطانى لمحاربة الخلافة العثمانية، ومرورا بمحاربة ثورة يوليو، وليس انتهاء بالوقوف ضد حركات التحرر من الطغيان والاستبداد العربى المقيت، يقفون خارج الزمن ويلوحون بريالاتهم وعطاياهم لأتباعهم، غير مدركين أن ماسورة النفط التى انفجرت فى أراضيهم قد أوشكت على النفاد، وأن حكمهم إلى زوال، وإن بدت لهم الأزمان بعيدة.

تتكشف سوءات آل سعود واحدة بعد واحدة، من رشاوى باهظة للعائلة المالكة، كما فى صفقة اليمامة، إلى انحطاط أخلاقى، كما فى شارع الهرم والعواصم الأوروبية، إلى استخدام غير شريف للدين الإسلامى الحنيف لتوطيد حكمهم وتدعيم فسادهم والتعتيم عليه، كل هذا فى كوم، وعداؤهم للعلم والفن فى كوم آخر، وفى نظرى فإن العداء للعلم والفن مقياس خطير لمدى الاستبداد والتخلف، فلم يتحمل الطاغية أن يصدح فنان كبير مثل نصير شمة فى بلاده وألغى الحفلة التى كان من المقرر أن تقام فى هذا العيد، كما لم يتحمل أن يعتمد على العلم فى رؤية الهلال ففطرنا على «زحل» غير أنهم كل مرة يهربون من الإقصاء والفضيحة باستخدام نفوذهم وعلاقاتهم المشبوهة مع أمريكا وإسرائيل وتحكمهم فى وسائل الإعلام العربية، لكن الأمل فى انتهاء هذه الحقبة المتخلفة لاح فى الأفق، والثورات العربية أثبتت أن موازين القوى اختلت، والأمور أوشكت على الانفلات من أيديهم، وما صفحة «طال عمرك» الذى انتشرت على توتير منتقدة آل سعود وحكمهم إلا بداية النهاية لهذا الاستبداد العتيد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة