عادل السنهورى

لماذا اختفى التحرش فى العيد؟

السبت، 03 سبتمبر 2011 08:11 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل نصدق تقارير وزارة الداخلية أن العيد هذا العام مر دون حادثة تحرش؟

إذا كان لا بد من تصديق رواية الداخلية أن الطقس الكئيب الذى تحول فى السنوات السابقة، خاصة فى الأعياد، إلى عادة سيئة قد اختفى.. فيبقى واجبا أن نتساءل: ولماذا اختفى التحرش فجأة رغم حالة الانفلات الأمنى وغياب الرقابة الأمنية خلال الشهور الماضية؟

القاهرة -التى شهدت أبرز حالات التحرش الجماعى وأشهرها حادثة الراقصة دينا منذ سنوات قليلة- لم تشهد حالة تحرش واحدة كما ذكر تقرير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، والحملات الأمنية أسفرت فقط عن ضبط 24 حالة معاكسة ومحاولة هتك عرض واحدة.

وللإنصاف -رغم الوضع الأمنى السائد منذ 7 شهور تقريبا- فإن التواجد الشرطى خلال أيام عيد الفطر، كان ملحوظا فى الحدائق والأماكن العامة والشوارع الرئيسية، وهذا يستحق الإشادة بكل أفراد الشرطة المخلصين الذين لم يتقاعسوا عن أداء واجبهم الوطنى ودورهم الأصيل فى الحفاظ على الأمن والاستقرار. وهذه بداية مشجعة للعودة الحميدة لرجال الشرطة إلى الشارع مرة أخرى، ويمكن البناء على هذه الخطوة الرائعة التى تحققت بتضافر الجهود الشعبية والحملات التى تم إطلاقها سواء على صفحات «فيس بوك» التى طالبت بالتطوع فى لجان ضد التحرش، أو بتنظيم اللجان الشعبية من عدد من الأحزاب وائتلافات الثورة مثل حملة ولاد البلد فى الإسكندرية «ضد التحرش الجنسى» فى الميادين العامة ودور العرض السينمائى والمرافق العامة، واستطاعت بالفعل منع حدوث أى تحرشات.

التعاون بين الشرطة والشعب هو خارطة الطريق الجديدة لبناء جسور الثقة وعلى الجميع أن يدرك أن إعادة البناء الأمنى لجهاز الشرطة يجب أن يؤسس على قاعدة الثقة بين الجمهور وأفراد الشرطة وتغيير عقيدة التعامل الفاسدة التى استمرت طوال السنوات الماضية.

اختفاء ظاهرة التحرش فى أيام العيد -ولو مؤقتا- فوت الفرصة على المتربصين والشامتين فى الثورة من أنصار «احنا آسفين ياريس» وبتوع الأمن والاستقرار فى عهد الرئيس المخلوع الذى بلغت فى عهده نسبة التحرش الجنسى فى مصر 83 %، وفقا لإحصاءات المركز القومى للمرآة.

الظاهرة تحتاج إلى بحث وتحليل اجتماعى ونفسى، فالواقع لم يتغير كثيرا ودوافع التحرش مازالت موجودة، إذن فما هو التغيير الإيجابى المفاجئ فى السلوك الاجتماعى للمصريين؟ هل هو تغيير مؤقت؟.. المسألة فى حاجة إلى دراسة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة