يعنى إيه كوميديا؟ هو سؤال يستحق الطرح بعد أن انفض المولد الدرامى الرمضانى والذى شاهدنا فيه عددا مختلفا من الأعمال الكوميدية والتى تنوعت مابين المسلسلات الكوميدية، والست كوم، وللأسف جاء معظمها دون المستوى، فيما عدا أعمال قليلة جدا، ومنها «الكبير قوى»، و«مسيو مبروك رمضان»، وهو ما يؤكد وجود أزمة حقيقية تتعلق بالكتابة الكوميدية وبطريقة تقديمها، وأبطال ونجوم هذه الأعمال، وأعتقد أن سر عدم نجاح الكثير من الأعمال الكوميدية المعروضة على مختلف القنوات الفضائية يعود إلى الكتابة من البداية، خصوصا أن هناك شعرة صغيرة جدا بين الاستظراف وخفة الدم النابعة من موقف كوميدى حقيقى ومبنى دراميا بشكل جيد يقوم على المفارقات التى تفجر الضحك، تماما مثل الأعمال السينمائية والمسرحية والتى تحولت إلى كلاسيكيات فى السينما المصرية، والتى لا نمل منها ونشاهدها العديد من المرات، ونضحك فى كل مرة، رغم أن المواقف باتت معروفة لنا والإيفيهات محفوظة، وهو ما يؤكد أن صناع هذه الأعمال لم يكونوا يستخفون بما يقدمون، وكانوا يعملون بإخلاص على صياغة نص كوميدى جيد، كما أن العمل كان يضم مثلا العديد من الفنانين إلى جوار الأبطال، وكان كل منهم نجما فى مشاهده، وبنظره سريعة ستجد أن الأعمال التى تعرض أو عرضت فى رمضان تخلو من كل هذه العناصر، كما أن صوت وحضور البطل أقوى من باقى الممثلين طوال الوقت حيث يقتنع البعض منهم أنه الوحيد القادر على انتزاع الضحكات من المشاهدين، وهو الوحيد القادر على زغزغة المتفرج رغم بلادة ما يقوم به.
وكشف رمضان هذا العام أن مسألة الست كوم يجب أن يعاد فيها النظر من جانب المؤلفين والنجوم والمنتجين والذين تعاملوا مع الست كوم لسنوات على أنه اختراع فضائى، لذلك هبت علينا رياح الست كوم من كل اتجاه، رغم أن هذه الظاهرة قدمت العديد من المواهب فى الكتابة والتمثيل، لكن أغلب المعروض حاليا تحول إلى شىء باهت ثقيل الدم ومن الصعب تصنيفه.
أفلام العيد
سؤال أصبح يطرح على طوال الوقت، وبمجرد أن عرضت البروموهات الترويجية لأفلام عيد الفطر والمعروضة حاليا فى السينمات والسؤال يتعلق بنوعية هذه الأفلام وكيف تكون هذه أفلام بعد الثورة؟ وأين منتجو ومخرجو السينما من كل الأحداث التى تشهدها البلاد، وببساطة أرد على السائلين: الأفلام ليس لها علاقة بالثورة لأن معظمها كانت أفلام قد بدأ أصحابها فى تصويرها قبل الثورة، وتبقى لهم العديد من المشاهد التى استكملوا تصويرها بعد ثورة 25 يناير، كما أنه لا يستطيع أحد أن يحاسب المنتجين والمخرجين، فصناعة السينما كانت شبه متوقفة، والأفلام المعروضة إذا كان بعضها أقل من المستوى فهذه النوعية موجودة طول الوقت وستظل، كما أن إنتاج أعمال عن الثورة يحتاج الكثير من الوقت والتأمل حتى لا تتحول أعمال الثورة إلى أفلام تجارية.