وائل السمرى

متى يتم تطهير الخارجية؟

الأحد، 04 سبتمبر 2011 04:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما معنى أن نقرأ خبرًا يقول إن حسين سالم باع 70 % من شركته التى تُصدر الغاز لإسرائيل إلى شريكه رجل الأعمال التركى على إيفسين، وأن إيفسين توجه إلى إحدى سفارات مصر بدول شرق أوروبا وصدق على العقد، قبل أسبوعين فقط من القبض على الاثنين فى إسبانيا فى منتصف يونيو الماضى دون أن يحاكم السفير الذى صدق على ذلك العقد بتهمة تسهيل إهدار المال العام، وأن تعتبره المحكمة شريكا فى الجريمة؟ وما معنى أن يمر هذا الخبر المنشور فى جريدة الشروق منذ 28 أغسطس مرور الكرام دون أن ترد الخارجية عليه سواء تصديقا أو تكذيبا أو توضيحا؟
ما معنى أن يظل السفير ماجد عبدالفتاح فى منصبه مندوبا لمصر فى الأمم المتحدة بعد سبعة أشهر من قيام ثورة يناير التى حاربها وسعى إلى تقويضها بعلاقاته الخارجية منذ بدايتها؟ وما معنى أن يصبح هذا الشخص متحدثا باسم مصر فى أكبر تجمع دولى وهو الذى كان أول متحدث رسمى باسم مبارك كما كان سكرتيره الشخصى للمعلومات والمتابعة؟
ما معنى أن تقام فى قطر أمسية شعرية وحفلات فنية احتفاء بالثورة المصرية ثم يذهب المشاركون ويعودون ليقولوا إن كل شىء فى قطر يرى فى ثورة مصر أملا كبيرا للشعوب العربية، بينما سفارة مصر ظلت ترفع صورة مبارك وظل السفير هناك يدين بالولاء التام لمبارك ونظامه؟ وما معنى أن يرسل بعض الشباب المصريين فى إيطاليا بيانا إلى الصحف المصرية يصفون سفيرنا فى إيطاليا بأنه من الفلول ويطالبون بتغييره، فتنهال تعليقات القراء من المصريين المغتربين، فيتمنى واحد أن يتم تغيير سفير مصر فى السعودية لأنه من نفس الطائفة، وآخر يقول: رجائى أن ينطبق نفس الشىء على سفير مصر فى موريشيوس، وهو دائم التشدق بجملة: «أنا ممثل الرئيس حسنى مبارك» ويشتكى المصريون فى السويد والهند وفرنسا وغيرها من بلاد أمر الشكوى من سفاراتنا هناك ويؤكدون أنها يا إما تفرط فى كرامتهم وحقوقهم يا إما تناصر نظام المخلوع وتعلم على إفشال الثورة المصرية؟
ما معنى أن يكون سفير مصر السابق فى ألمانيا صديقا شخصيا لسوزان مبارك وأمينا لأحد جمعياتها، وألا يترك منصبه إلا ترقية إلى منصب وزير الخارجية ليحبط من قدر مصر ويجعل السعودية شقيقتها الكبرى، ثم يتم عزله بعد فورة فى الشارع المصرى على هذا الأداء الدبلوماسى الردىء؟ فتش فى كل سفاراتنا فى الخارج، وستجد تحت كل حجر فى معظمها «مصيبة» ولا تسأل بعد ذلك عما يجب أن نفعله خارجيا فى تحسين فرص الاستثمار، أو استعادة أموال مصر من الخارج، أو كرامة المصريين هناك، أو إنماء لقطاع السياحة التى تشغل «عجلة الإنتاج المخرومة».
لن أتوجه بالنداء إلى حكومة شرف فقد يأسنا من كثرة نداءاتنا لها، كما لن أتوجه إلى المجلس العسكرى بطلب تطهير الخارجية المصرية من فسادها الغائب عن الأعين، لكنى أتوجه إلى إخوتى من المصريين بالخارج ليفضحوا ممارسات السفراء المصريين فى كل مكان، وأن يجهزوا ملفات لكل سفير على حدة للعرض على الرأى العام فى حملة توعية وتطهير يقودها الشعب ويحققها، كما أتوجه إلى إخوانى المصريين بالداخل إلى إدراج مطلب تطهير السفارات ضمن مطالب جمعة 9 سبتمبر لنطهر ما بنا بأيدينا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة