يبدو أن تحقيق فيلم شارع الهرم إيرادات كبيرة، وتصدره القائمة فى أفلام عيد الفطر المبارك، أثار الكثير من التساؤلات، حول ذائقة الجمهور بعد الثورة والتى أقبلت على كل ماهو شعبى، وملىء بالإيحاءات الجنسية الفجّة، وكأن الثورة لم تغير شيئا، والجمهور مازال يتعاطى مع نوعية معينة من الأفلام دون غيرها.
ولكن هذا الرأى أو الاستنتاج ظالم وغير حقيقى بالمرة لأن أفلام عيد الفطر ليست مقياسا لذلك، وتحقيق فيلم سعد الصغير «شارع الهرم» إيرادات تتخطى الـ2 مليون جنيه لا يعنى أن الجمهور غير واعٍ، ولم يدرك التغييرات التى تحدث فى المجتمع، لأن أفلام العيد وتحقيق بعضها إيرادات كبيرة، تتعلق أكثر بنوعية جمهور العيد، والتى يبحث جزء كبير منها عن التسلية والترفيه، كما أن عددا كبيرا من مرتادى دور العرض وتحديدا سينمات وسط البلد هم من أبناء الأقاليم والمدن القريبة من القاهرة والذين يأتون لقضاء يوم بعيدا عن قراهم وبلدانهم، يوم ترفيهى بسيط، وجزء من هذا اليوم الترفيهى هو ارتياد دور العرض ومشاهدة الأفلام التى تشبه «مناديل الكلينكس» تلقى بها إلى الأرض بمجرد استخدامها، والأهم أن أفلام أحمد السبكى ذات الخلطة الشعبية والتى تضم مطربا وراقصة والكثير من الإفيهات الجنسية، تلعب على هذا الوتر وتحديدا تلك النوعية من جمهور العيد، حيث تحقق أفلامه أعلى الإيرادات فى أيام العيد فقط، ثم سرعان ما تتراجع أو تثبت عند رقم معين، وتبدأ الأفلام التى تملك قدرا من احترام عقل وروح المشاهد فى تحقيق أرقام أفضل، وتحديدا فى سينمات المولات التجارية.
لذلك أتمنى ألا يربط المتابعون لحال السينما بين تصدر نوعية أفلام مثل «شارع الهرم» «وتك تك بوم» لمحمد سعد الإيرادات، وبين عدم حدوث تغير نوعى فى الجمهور وتطور ذائقته لأنه بهذا الشكل سيكون ربطا تعسفيا لا يعكس الوضع كما هو عليه وأكبر دليل على كلامى أن هناك جمهورا بات ينصرف من أفلام يشعر أنها تستفز مشاعره ولا تحترم عقله مثلما حكى لى الزميل الناقد طارق الشناوى والذى كان يشاهد فيلم «أنا باضيع يا وديع «فى سينما جالاكسى، ووجد أن الجمهور ينصرف من العرض، بل إن البعض كان يطالب باسترداد قيمة التذكرة.
لغز محمد سعد
يغيب النجم محمد سعد، ويعود إلى جمهوره بفيلم جديد، وفى كل مرة يمنح الجمهور سعد فرصة جديدة، بمنطق أنه قد يكون تعلم من الدرس ولكن يبدو أن سعد يفشل فى كل مرة، إلا أنه يظل يراهن على صبر الجمهور وقوة تحمله، متناسيا أن الجمهور قد يقرر الانصراف عنه فى لحظة دون أن يفكر فى الرجوع أو تحمل اللمبى من جديد لأنه بات يخشى الخروج من عباءته.