سعيد الشحات

عمار على حسن

الإثنين، 05 سبتمبر 2011 08:18 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أصل التكوين لبعض كبار المحللين السياسيين والمفكرين المصريين، نجد من كان منهم مشروعا لأديب يكتب القصة والرواية أو الشعر، لكنه هجر هذا الصنف من الإبداع، ليتفرغ تماما للكتابة السياسية والفكرية، ومنها نشتم رائحة الأدب لصاحبها، عبر جمال اللغة التى يكتب مادته العلمية بها.

وأتذكر أننى ناقشت هذه المسألة وموقعه منها مع الكاتب والمفكر الرائع الراحل الدكتور محمد السيد سعيد، فكشف لى أنه كان يكتب القصة القصيرة، ولما عاد من الخارج بدكتوراه العلوم السياسية، قرر أن يتفرغ تماما للبحث السياسى والفكر الإنسانى، فجمع كل القصص التى كتبها وأشعل النار فيها حتى لا يبقى منها أثر، وفعل ذلك حتى لا يجد ما يشده عن مساره الذى أعده لنفسه كباحث ومفكر.

وما أذكره فى ذلك ليس قاعدة، وإنما هو أقرب لرصد يفيد بأنه أصبح من الصعب أن نجد كاتبا يعطى إبداعا وبسخاء فى الفكر والتحليل السياسى، ويعطى فى الوقت نفسه وبسخاء فى الإبداع الأدبى، ولوعدنا إلى كتابنا الأفذاذ الراحلين، مثل محمد عودة ومحمود السعدنى ومحمود عوض وغيرهم، سنجد فى إنتاجهم قليلًا من الإبداع الأدبى، وكثيرًا فى الفكر السياسى، ومن الحاليين الدكتور عبد الحليم قنديل الذى كان فى الأصل شاعرا واعدا، بما يعنى أن فرعا سرق الآخر.

أقول هذه المقدمة وإن طالت، بمناسبة الرواية الرائعة «شجرة العابد» للكاتب الرائع الصديق الدكتور عمار على حسن «44 عاما»، والتى صدرت منذ أيام قليلة، فهى العمل الإبداعى الأدبى السابع له، وسبقها مجموعات قصصية هى «عرب العطيات»، و«أحلام منسية» وروايات «حكاية شمردل»، «جدران المدى»، و«زهر الخريف»، وبالتوازى مع هذا، قدم 13 مؤلفا مهما للفكر والسياسة، أبرزها كتابه عن الصوفية والسياسة فى مصر، وحصل به على جائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2010، ومع غزارة هذا الإنتاج المتنوع والرائع من عمار، نجد أننا أمام كاتب يجمع بين الحسنيين، أى بين الإبداعين الأدبى والفكرى، دون أن يظلم أحدهما الآخر، وتلك قدرة تستحق الانتباه والتقدير، ودراسة كل فرع منهما على حدة، كما تستحق «شجرة العابد» أن نطل عليها فى مقال الغد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة