محمد الغيطى

ثلاثية العيد «بلطجة.. وجلد.. وبوس إيد وقطعها»

الثلاثاء، 06 سبتمبر 2011 04:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظللت طوال سنوات حسنى مبارك أردد بيتى الشعر الشهيرين للمتنبى «عيد بأية حال عدت يا عيد.. بما مضى أم لأمر فيه تجديد.. لا تشتر العبد إلا والعصا معه. إن العبيد لأنجاس مناكيد»، هذان البيتان كتبهما المتنبى لكافور الإخشيدى حاكم مصر الذى وعده أن يعطيه إمارة مصرية إذا غسل سمعته فى المنطقة «يعنى استأجر المتنبى م الآخر كما فعل القذافى وصدام مع كثير من الإعلاميين والشعراء والمثقفين»، وعندما حنث الإخشيدى بعهده ولم يعط المتنبى ما أراد، بل طرده، انتقم منه المتنبى بتجريسه. ألا ترى معى أن العلاقة بين الشعب المصرى وحسنى مبارك مثل العلاقة بين المتنبى والإخشيدى، لقد وعد مبارك الشعب بالرخاء والمجد إذا هو صبر ووقف بجواره، والمصريون صبروا كثيرًا ولم يروا رخاء أو نعيماً. وهذا العيد مختلف لأنه لأول مرة يأتى بلا طلعة مبارك وصلاة العيد من مقره الملكى فى شرم الشيخ، ولأننا لم نسمع فى التليفزيون الرسمى أن السيد الرئيس تلقى التهانى من أصحاب الفخامة من الملوك والرؤساء تتصدر كل شرائط الأخبار الرسمية، ولكن ما عكر صفو فرحى يا سادة هو كم ونوع الجرائم والظواهر التى حدثت فى أيام العيد.
> أول يوم العيد لابد أنك توقفت أمام صورة الشيخ حازم أبو إسماعيل وهو ينحنى على يد الشيخ صفوت حجازى «يبوسها» والثانى «يشب» ليبوس رأسه. وفى الخلفية مئات من أنصار الشيخ الذى يدعمه السلفيون يحملون صوره كمرشح للرئاسة. وهؤلاء الأنصار ذهبوا مع أبو إسماعيل إلى أحد المساجد الكبرى حيث كان يخطب ويؤم المصلين ويتحدث فى الدين كمرشح للرئاسة، وهذا هو المأزق أو المعضل الذى تحدثنا عنه سابقاً، تحول المنبر فى المسجد بدلاً من منبر للوعظ الدينى إلى منبر سياسى لمرشح سياسى، وأنت لا تستطيع أن تنقد إماماً يحدثك فى القرآن والحديث إلا إذا أخطأ فى نص، لكن عندما يحدثك فى شؤون الدنيا والسياسة مستغلاً قدسية المنبر فماذا تفعل؟ ثم عندما يقبل يد الشيخ هو رمز لتيار شبابى ثورى تحت ستار الدين فى محاولة لكسب تأييد مناصريه، إذن فهذا خلط فاضح واستغلال واضح لمشاعر البسطاء واستثمار للمسجد للحصول على كرسى الرئاسة والحكم؟ والسؤال للمرة الألف: أليس هناك قانون يمنع ممارسة السياسة فى دور العبادة؟
> فى المشهد السابق دعاة وشيوخ تراهم عشرات المرات يوميًّا فى الفضائيات، تفرغوا للدعاية لأنفسهم وتركوا شؤون المسلمين الاجتماعية والحياتية.. تركوا ثعالب الوعظ الصغيرة ترعى فى حدائق الكروم فتأكل الأخضر واليابس وتروع الناس وكله باسم الدين. تركوا صبية تعلن معالم دولة طالبان وتورابورا وتجلد وتقطع الأيدى والأرجل بدعوى تطبيق الحدود، هذا ما حدث ياسادة ثانى أيام العيد شباب ملتحون بملابس بيضاء يركبون دراجات بخارية ويستوقفون أشخاصًا يركبون توك توك اتهمهم أحد الأهالى بأنهم لصوص ويأتى أميرهم ليربط اللصوص ويجلدهم ثم يسحل أحدهم عاريًا فيموت ويقطع يد الآخر مع قطع لحم مؤخرات أربعة آخرين تطبيقاً لـ حد السرقة أو «الحرابة» هكذا بلا تحقيق أو دليل، وفى غياب تام من القانون والنيابة والدفاع والدولة. وهكذا أعلنت جماعة صفط اللبن إقامة إمارة قندهار الجديدة فى صفط اللبن؟!
> إدكو منطقة أقصى شمال مصر وإدفو فى أقصى جنوبها عند أسوان وأهالى البلدين قاموا بقطع الطريق، والسبب نقص المياه، لكن ما فعله أهل إدفو كارثة وفضيحة جعلت سيرتنا أيام العيد فى العالم كله «زى الزفت» لقد خطفوا ما يقرب من أربعمائة سائح واحتجزوهم كرهائن حتى يتم حل المشكلة، أما مدن مصر الأخرى وقطع الطرق فيها فحدث ولا حرج. سؤال لماذا يشكو عامة المصريين من كثرة البلطجية ولماذا يلجئون لشراء السلاح عشوائياً بدلاً من الذهاب لقسم الشرطة، إنه انعدام الثقة بالدولة وبالشرطة واستبدال بهيبة القانون قانون «الدراع قانون الغابة». قطع الطريق كارثة لكن أم الكوارث احتجاز السياح الذين شحوا أصلاً وكفاية علينا فتاوى الكتاتنى والشحات حول المايوهات والسائحات وما فعلته من خراب بيوت على الشركات، ومرة أخرى: عيد بأية حال عدت يا عيد .. بالسلفيين والإخوان والفلول أم بحكومة اللا معقول؟!.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة