سليمان شفيق

أبوالعلا ماضى بين سندان الإخوان ومطرقة الفلول

الأربعاء، 11 يناير 2012 03:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حظيت دائرة شمال المنيا بأكبر قدر من المتناقضات المثيرة للدهشة، من الصعب أن يتنبأ أى محلل سياسى، أو أمنى بأن يصوّت الآلاف من أنصار حزب الحرية والعدالة لبعض أحزاب الفلول فى الدائرة، حتى يتم إقصاء المهندس أبوالعلا ماضى، وإبعاد حزب الوسط عن المنافسة!

أدرك أن الخلافات بين الأحزاب العقائدية لا تسقط بالتقادم، ولكن أن يتفق حزبا الحرية والعدالة والنور على التضحية بأحد المقاعد للفلول من أجل إقصاء أبوالعلا ماضى، فهذا اجتهاد لا يتخيله أحد لهذا الفقه الجديد من «فقه الإقصاء».

ولم يطل الإقصاء شخص أبوالعلا ماضى فقط، بل نجحت هذه الآلاف من الأصوات الإخوانية، والتى تدفقت لصالح أحد أحزاب الفلول، فى إقصاء قائمة الكتلة أيضا فى نفس الدائرة.

دائرة شمال المنيا، خاصة مدينة المنيا مسقط رأسى، حيث نشأت وأدركت العمل السياسى مبكرا، كنت يساريّا ماركسيّا متشددًا، أحلم بتغيير العالم عبر أنسنته، بالاشتراكية، وفى الضفة الأخرى من النهر كان أصدقاء وزملاء الصبا، أبوالعلا ماضى من قادة الجماعة الإسلامية الذين يحلمون بتغيير العالم وأسلمته وعودة الخلافة، ويذهب زميل الدراسة وأحد مؤسسى تنظيم الجهاد كرم زهدى إلى ما هو أبعد من ذلك، تغيير العالم بالقوة والعنف.. كم تصادمنا، واختلفنا، وسالت دماء، وسجن من سجن، وقتل من قتل، ولكن الإنسان الساكن قلب أبوالعلا رفض الدماء، وتحوّل من النضال العنيف إلى النضال السلمى الدعوى، جاء ذلك بعد اختلاف أبوالعلا ماضى مع كرم زهدى فى مسجد الرحمن حول «فقه الاستحلال» لأموال المسيحيين.

وفى عام 1976 انتقلت من صفوف الحركة الشيوعية إلى حزب التجمع، وانتقل أبوالعلا إلى جماعة الإخوان المسلمين، واتهم كرم زهدى فيما بعد 1981 فى قضية مقتل الراحل السادات، ومرت سنوات عديدة جرت فيها تحت جسر أبناء جيلى مياه كثيرة، قدم أبوالعلا ماضى ورفاقه واحدة من أهم اجتهادات الإسلام السياسى متمثلا فى برنامج حزب الوسط، وشارك كرم زهدى فى واحدة من أكبر مراجعات تنظيم الجهاد، بالتخلى عن فقه العنف، وما أبعد المسافة الفقهية ما بين أبوالعلا ماضى وكرم زهدى، ولكن ما أشبه العقاب الذى لحق بهما من مدعى الحرية والعدالة.

الصديق العزيز أبوالعلا.. لا تحزن، فكلانا يعرف ما حدث، وكيف أن جماعة الإخوان المسلمين قد وضعت دستورا، هو الآن فى أحد أدراج مكتب المرشد العام، وهى منذ منتصف المرحلة الثانية ترتب الأوضاع لأعضاء الجمعية التأسيسية الذين سوف يناقشون هذا المشروع، وأنت تعلم أن ترتيب تلك الأوضاع يتطلب مواطنين مصريين أقباطًا، نوبيين، بدوًا، نساءً.. إلخ، هؤلاء تم انتخابهم من حلفاء الإخوان المسلمين حتى لو كانوا من أحزاب الفلول، أما أمثالك، وأعضاء حزب الوسط، وأعضاء أحزاب الكتلة فهم خارج المخطط.. «فهمت يا أبوالعلا».

ولكن قصور النظر السياسى الإخوانى لا يدرك أن الدستور سوف يولد من رحم الصدام بين شرعية الميدان وشرعية البرلمان، وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة