أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

يوم تنحى البرادعى

الإثنين، 16 يناير 2012 08:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انسحاب الدكتور محمد البرادعى، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من سباق الترشح للرئاسة هو حديث الساعة الآن، فالرجل أعلن انسحابه بطريقة دراماتيكية على غرار خطاب التنحى الشهير للزعيم الراحل جمال عبدالناصر بعد نكسة 5 يونيو 67، رغم الفارق فى الحالتين بالطبع، ولكن استدعاء التاريخ ضرورى للقياس فى بعض الأحيان، مع الأخذ فى الاعتبار بمعطيات الفترة الزمنية والفروق الشخصية.

تنحى عبدالناصر جاء من زعيم خاض تجارب عظيمة، بغض النظر عن درجة الاتفاق أو الاختلاف معها، ولكنه كان خطابا رجوليا نابعا من شعور مسؤول بأنه أحد الأسباب أو المسؤول الأول عن الهزيمة، تبعه رفض شعبى للرجوع عن القرار.

الدكتور البرادعى تنحى أو انسحب قبل أن يبدأ السباق إلى الرئاسة، وقبل أن تكون له تجربة سياسية يمكن الحكم عليها، فقد قرر «الانسحاب من خارج مواقع السلطة»، رغم عدم وجود سلطة حقيقية فى مصر حتى الآن، ولم يكن الدكتور البرادعى جزءا منها حتى ينسحب منها.

لا ننكر الدور التبشيرى للدكتور البرادعى فى الدعوة للتغيير والإصلاح من خلال الفيس بوك وتويتر واللقاءات الفضائية، واعتبره البعض مثل الفيلسوف الإغريقى القديم «ديوجين» الذى عاش فى برميل كبير فى شوارع أثينا، وجعل من الفقر فضيلة وكان يمشى فى النهار حاملا مصباحا كرمز للبحث عن الحقيقة والفضيلة والبحث عن الرجل الفاضل، حتى قيل عن أى شخص يفكر فى الإصلاح ويدعو إليه، إنه يحمل مصباح ديوجين.

لكن الدكتور البرادعى لم يكتف بمصباح الحكمة، وقرر أن يخوض غمار السياسة بألاعيبها ودروبها ومسالكها الوعرة، وأظن أنه كان لديه من الخبرة والمعرفة بلا إنسانية السياسة وواقعيتها المزعجة، التى تختلف كل الاختلاف عن رومانسيته الثورية، ولذلك قرر التنحى أو الانسحاب وعدم اللعب قبل أن تبدأ المباراة وينطلق السباق.

إعلان البرادعى انسحابه من الترشح للرئاسة جاء متأخرا جدا، والأسباب الظاهرية التى سردها فى حيثيات الانسحاب تبدو غير مقنعة تماما، فإذا كان السبب فى الانسحاب هو الاعتراض على إدارة العسكرى للمرحلة الانتقالية منذ البداية، وعدم إعداد دستور قبل إجراء الانتخابات، فلماذا لم يأت الانسحاب مبكرا بعد الإعلان الدستورى؟ أو حتى بعد الأحداث الدامية فى مجلس الوزراء ومحمد محمود؟

لماذا الانسحاب الآن ومجلس الشعب فى طريقه لانعقاد دورته البرلمانية، ولماذا أيضا الآن قبل الاحتفال بذكرى الثورة ؟

هل ستخرج الجماهير لتطالبه بالعودة عن التنحى يوم 25 يناير؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

عماد سالم

تنويه بسيط

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو حمزه

بلاش جهل بقى

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود داود

نعم

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الحميد بدوى

البرادعى غير شكل مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

المهندس اشرف عفيفي

مصر تفقد هرم رابع

لا تعليق خسرنا هذا الرجل

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد احمد

اين يكمن السر

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

أين الحقيقه

عدد الردود 0

بواسطة:

المعلم

الاب الروحى

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

سؤال

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد البييه

يعنى ايه شرعية الميدان وعدم شرعية البرلمان؟؟؟

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة