الفطرة السليمة تجعل الإنسان يختار ما هو جميل وسوى. إن الإنسان سليم السريرة...نقى الباطن.... طاهر القلب ينفر من القبح فى القول والفعل والفكر لأن الإنسان الذى هو فاسد الباطن عفن القلب لا يصدر عنه سوى الفحش والشر إنه أشبه بشجرة العلقم التى يفر منها الناس.. ومهما تجمل العلقم فإن حقيقته حتما ستنكشف فى كلمه أو فى موقف. القييح لا يثمر إلا شرا والخير لا يثمر إلا نعما وفوائد للناس ولكل المحيطين به. لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله جميل يحب الجمال وحسن الخلق من الإيمان. ومن المؤكد أن حسن الخلق خصلة جميلة والله يحبها ويحب صاحب الخلق الحسن ويحبب الناس فيه. وقال سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم» إن حسن الخلق من حسن العبادة» وذلك أن هذا العبد سيكون مهذبا مع خلق الله سبحانه وتعالى ويحبهم لأنهم صنعة الله العلى القدير ولن يتطاول عليهم أو يسبهم أو يهينهم أو يذكرهم بسوء فقد ذكر رسول الله أن العبد الغاضب يكون أقرب إلى غضب الله المنتقم الجبار. ومن حسن الخلق أن يحسن العبد إلى من أساء إليه. وهذا السلوك فيه سمو ورقى. وهذا من أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يقتص لنفسه أبدا إنه صلى الله عليه وسلم كان يغضب لله ويفرح لله سبحانه وتعالى. ولقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال «انصحنى» فقال له عليه الصلاة والسلام «لا تغضب» وذلك لأن الغاضب يخطئ فى أغلب الأحيان فيصبح مذنبا. والمؤكد أن الغضب قبح ولو نظر الإنسان إلى نفسه وهو فى حالة الغضب لن يرضى عما يرى وحتما الغاضب سيقول ما يعد ذنبا أو معصية.
كلما ارتقى العبد إيمانيا ابتعد عن الحيوانية بكل صورها وابتعد عن الانحطاط فى كل أشكاله الظاهرة والباطنة ومال قلبه إلى الجمال وبحث عنه ونفر من غيره وغار على الجمال ودافع عنه وأحب أهله ومال إلى صحبتهم.. والطيور على أشكالها تقع. ومن الجمال الصفح والتواضع والرحمة والنجدة والسخاء وفك كرب العباد وحسن العبادة والاعتراف بالجميل وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحب أهل بيته رضى الله عنهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة