كل يوم نكتشف أن مصر كانت «وسية» أو «عزبة» خاصة يتحكم فيها مبارك وعائلته وزمرته كأنهم ورثونا عن أجدادهم فصرنا رعايا لا مواطنين وعبيد إحساناتهم لا «بنى آدمين»، كل يوم بل كل ساعة تنفجر فى وجوهنا صهاريج العفن وتتناثر حولنا مستنقعات النفايات والمجارى التى تراكمت طوال ثلاثين عامًا، وفجأه انفجر كل ذلك بعد ثورة 25 يناير فظهر اللصوص على حقيقتهم وتعروا حتى من ورقة التوت، بان المستخبى واتضح أننا لم يكن يحكمنا ساسة بل عصابة ولا عصابة على بابا والأربعين حرامى.. المثير للدهشة أن مصر كانت - ولا تزال - قادرة على منح نفسها لهؤلاء اللصوص فيها الخير والثروة والسلطة المتاحة لكل مغامر وكل تاجر أو سمسار أو عميل، وكما قال المتنبى فى بيته الشهير لكافور الإخشيدى «نامت نواطير مصر عن ثعالبها وقد بشمن ولم تفن العناقيد» يعنى حراس مصر ناموا وتركوا الثعالب ترمح وتلتهم خيرها وعناقيدها وهم قد أتخموا، أكلوا وشبعوا وعتوا ومع ذلك خيرها لم ينته، لم يفن وهم لم يرتدعوا. إن ما تسمعه اليوم عزيزى القارئ عن فصول النهب المنتظم لمصر طوال عهد المخلوع يجعل شعر الرأس يشيب لدى الجنين فى بطن أمه، كيف حصل بطرس غالى على هذه القصور كلها من الزمالك وجاردن سيتى ومصر الجديدة حتى لندن ونيس وأمريكا؟ من أين له هذه المليارات وقد كان يعيرنا بأننا نأكل من الحكومة والمالية خاصته؟ من أين حصل رشيد محمد رشيد على كل هذه الثروات وحسين سالم وعائلات سرور وزكريا عزمى وطاقم سكرتارية الرئيس وجوال أحمد عز، والشقيقان المعجزة وشلة المنتفعين حولهما؟ هل ولدوا من بطون أمهاتهم أثرياء ولهم حسابات بالمليارات، أم أن هذه هى أموال الشعب الذى عانى طوال ثلاثة عقود ولا يزال نصفه تحت خط الفقر العالمى وأكثر من ٪20 مرضى بالكبد الوبائى ونسبة أمية هجائيه ٪60 وأمية سياسية فوق ذلك بكثير وبعد وقبل ذلك ٪5 فقط يمتلكون مصادر الإنتاج بينما ٪95 يعملون عندهم هذا هو ما خلفه حسنى مبارك ثم يخرج علينا السيد العبقرى فاروق العقدة ليقول إنه لو طلب منه الرئيس القادم أن يفعل ما فعله مع حسنى مبارك فسيرفض، السؤال ماذا فعلت من «بلاوى» مع حسنى مبارك؟ لابد أن نعرف حقيقة تهريب أموال مبارك وعائلته طوال سنوات حكمه، ثم بالتحديد فى الأيام الأولى للثورة، ثم لماذا لم تعلن أيها العقدة من قبل عن حقيقة الـ 14 مليون دولار التى حصل عليها بكرى مندوب رئيس الجمهورية وأخذها من حساب شخص باسمه هذا الحساب كان يصب فيه تبرعات الدول والأفراد والمؤسسات لضحايا المصريين فى نكباتهم التى حلت على يديك منذ الزلزال وديون مصر وحتى السيول.. إلخ؟
لماذا أيها العقدة لم نسمع عن حساب مبارك الشخصى إلا الآن؟ ولماذا تأتى المعلومات بالمصادفة تمامًا كما حدث مع سوزان فى حساب بنك مصر وتبرعات مكتبة الإسكندرية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة