تبدأ سنة جديدة، أكتب فى يومها الأول، مع توقعات بالأسوأ.. والمدهش : تفاؤل كبير وعميق بالأجمل!
سألت قالت الأغلبية، إن لديهم مشاعر بأشياء عظيمة، سوف تحدث فى الفترة القريبة المقبلة، سألت نفسى: كيف يجتمع لدينا- كمصريين- النقيضان على عتبة سنة جديدة، تشاؤم مطلق وتفاؤل بلا حدود . هذا هو الإنسان المصرى الذى لايفهمه ولايفسره ولايعرفه أحد، هو ضد كل التوقعات، عكس كل النظريات التى يمكن أن يضعها خبراء على ورق، أو نخبة فى كتاب، أو صفوة فى أجهزة مخابرات، يبدو صامتا أو عابرا للأحداث فى لامبالاة.. ضعه تحت الاختبار.. وسوف تعرف معدنه وأفكاره، من يكون؟
تبدو سنة 2012 حين أكتبها على الورق مريحة، ومربحة أكثر من سنوات سبقتها، مجرد إحساس أرجو ألا أكذبه فى نهايتها، يتوقع المنجمون ولو صدفوا.. أن تكون سنة كوارث فى العالم، حروب، وزلازل، وبراكين، وهكذا، وإذا كان ذلك فى العالم، فالمساواة فى الهم- والألم- عدل وراحة!
نبوءة خبراء الاقتصاد، أن تهبط أسعار الأغذية فى نصفها الثانى، وهو أمر إيجابى سوف ينعكس علينا، لايوجد أهم من رغيف خبز. جسد مصر ضعيف، ليس بسبب سنة مضت، إنما بسبب سنوات من المرض والعلاج الخطأ، بعضهم منح العلاج الخطأ عن جهل، وبعضهم عن عمد، المحصلة وطن يجب تنظيفه من كل آثار الأدوية، ليقف على قدميه ويخرج من غرفة الحالات الحرجة إلى غرفة مريض عادى، يتنفس دون أنبوب أوكسجين، يسترد وعيه.. ثم نحاول معه أن يسترد عافيته.
صعب، لكنه ليس مستحيلا، علاج وطن له ماض قوى، ومن أول الأشياء أن نحمى جسده الضعيف.. بأجسادنا، لن ننقذ مريضنا الغالى إلا بعودتنا جميعا إلى أنفسنا، مهما اختلفنا أو كنا على وشك، لاحل دون أن ننسى مااختلفنا عليه، ونتذكر مايجب فقط أن نتفق معه وهو هذا الوطن.
التفاؤل يمكن صناعته، إذا اجتمع مائة شخص على هدف واحد، فماذا لو اجتمع مائة مليون مصرى هنا، وفى كل مكان فى العالم، أنتظر أن نصنع الأمل لبلدنا بطريقة عملية هذا العام، أمام كل شخص يريد أن يهدم طوبة فى بلدنا.. ألف يبنون جدارا، أمام كل شخص يصنع نهاية.. ألف يكتبون بداية جديدة، أمام كل شخص يشوه شارع.. هناك ألف ينظفون الطريق. يجب ألا ننتظر الخير من السنة الجديدة.. دون أن تسبقها أيدينا بالخير، لايجب أن ننتظر أشياء لانفعلها، البذرة التى نضعها فى الأرض هى نفسها التى تطرح ثمرتها، فمهما كنا ننتظر من عامنا الجديد.. يجب أن نبدأ به.
دقيقة عمل واحدة نضيفها إلى إنتاجنا فى اليوم الواحد، تعنى: مليون ساعة إنتاج فى اليوم، تعنى مليون دولار نضيفها إلى اقتصاد بلدنا، تعنى أن يتشرف أعضاء صندوق النقد الدولى- القادمون بشروطهم بعد قليل- بالتفضل بالخروج من بلدنا بدون مطرود، وشروطهم معهم، تعنى أن كرامتنا من كرامة بلدنا، وكرامة بلدنا من كرامة كل مصرى فينا. دقيقة لبلدنا هى الهدية الأجمل له فى هذا الظرف الصعب، كما أن ألف دولار من كل مصرى مغترب- على سبيل القرض لمدة سنة- تعنى: 10 مليارات دولار يتم ردها لهم من العام القادم، كما أن ألف جنيه مصرى- على سبيل القرض أيضا- من كل مصرى له رصيد فى البنك، يزيد على خمسين ألف جنيه مثلا تساوى : 10 مليارات جنيه مصرى!
الفكرة أن كل شىء يبدو صعبا له حل، وكل شىء يبدو بسيطا يمكن أن يكون هو الحل، نقطة مطر هى التى تصنع النهر، وتجعل الحياة تستمر، ليس أمامنا فى بلدنا إلا نقطة المطر، نقطة جنب نقطة لنصنع نهرا وبحرا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
فارس الجواد الأبيض
تصدقني .. أصدقك ..
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
فهمنا وهَرمنا ....لكن التركة ثقيلة