أكرم القصاص

المتفائل والمتشائل

الإثنين، 02 يناير 2012 07:34 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل أنت متفائل أم متشائم؟ نفس السؤال: مصر رايحة على فين؟.. هناك أسباب كثيرة للتفاؤل، لا تخلو من تشاؤم سببه الغموض، وحالة من التطاحن والتصارع، ومصر لن تذهب بل نحن الذين نذهب، ويذهب بها من فازوا فى الانتخابات، ومن سيفوزون فى انتخابات الرئاسة، ومن سيضعون الدستور، وليس الذين عينوا أنفسهم متحدثين باسم الشعب بلا أى شرعية.

السنوات لا تولد من العدم، بل هى استمرار للماضى القريب، كانت سنة 2011 كبيسة، حملت أحداثا كانت تجرى فى عقد، أغلبها يدعو للتفاؤل، سقطت أنظمة حكم لم يكن أحد يتصور أنها تزول، حكم مبارك دخل حالة من الغموض والتجمد، لم يكن قادرا على الحكم، ولا مستعدا لتركه أو استيعاب ما يجرى فى العالم، وبالتالى فإن مصر لو كان مبارك استمر بنظامه المهترئ، كان من الممكن أن تدخل مصر فى صراع على السلطة وانشقاقات وانقلابات، كان من الممكن أن تكلفنا الكثير، نجت مصر من صراع دموى، وهذا بقوة ميادين التحرير، التى كانت أهم إنجازات العام، كان ميدان التحرير ممثلا لكل المصريين لا يفرق بين أحد من «شعبه» فى اللون أو الجنس أو المعتقد، تلك الصورة التى بهتت قليلا أو ابتعدت أحيانا لكنها تبقى الأكثر تعبيرا عن قوة المصريين ووحدتهم وأهدافهم الواضحة. ومهما كانت أسباب التشاؤم، ومنها سوء إدارة الفترة الانتقالية، ومصادمات وضحايا فإن استعادة روح الميدان تقاوم التشاؤم.

ثم إن المصريين قطعوا المرحلة الأصعب، وأنهوا الانتخابات وفى الطريق لكتابة دستور، وانتخاب رئيس، خلال 6 أشهر، لو مرت بسلام نكون قطعنا نصف المسافة إلى نظام سياسى، قد لاتكون الانتخابات والدستور والرئيس، كافية لطمأنة الناس، هناك احتمالات التصادم بين الإسلاميين والمجلس العسكرى، أو بينهم وبين الليبراليين واليسار أو بين التيارات وبعضها، وهى احتمالات تقود للتشاؤم.

هناك أيضا رهانات على أن الإسلاميين والليبراليين واليسار سوف يتعاونون لإنجاح لجنة تأسيسية تكتب دستورا مدنيا وحضاريا عصريا يضمن الحرية والعدالة والمساواة، ساعتها سوف تهدأ الأحوال، وتنتهى احتمالات الصدام، ويسلم المجلس العسكرى السلطة، ليكون قد أنهى آخر مراحل التسليم، لو حدث فهو يعنى البدء فى مرحلة جديدة تمهد لعملية البناء واستعادة الأمن تحت سيادة القانون، تعود السياحة بوصفها أسرع نشاط اقتصادى يحرك فرص العمل وينتج عائدا.

احتمال التعاون قائم واحتمال التصادم قائم، وهو ما يمكن اعتباره خليطا من التفاؤل، والتشاؤم، أو «التشاؤل»، حسب تعبير الروائى إميل حبيبى، وترتفع حالة التفاؤل كلما سادت صورة ميدان التحرير الموحد، وتتراجع أمام معارك فرعية وحرائق تشتعل بلا سبب، لكن التفاؤل فى المستقبل أكبر، طالما استمد قوته من وحدة المصريين وتعددهم واختلافاتهم واستعدادهم للتعايش ضمن نظام ديمقراطى عادل يضمن الحرية وتكافؤ الفرص للجميع.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة