محمد الدسوقى رشدى

25 يناير يوما للفزع!

الجمعة، 20 يناير 2012 07:44 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا هو فى مصلحة مصر ولا الثورة ولا شبابها ولا حتى المجلس العسكرى ترويج تلك الفكرة الساذجة والخبيثة القائمة على أن المتظاهرين عائدون لميدان التحرير فى الذكرى الأولى للاحتفال بـ25 يناير فوق أكتافهم أسلحة الدمار الشامل، ومسامير «خرم» وفرقعة عجلات الإنتاج.

أنت طبعا تتابع تلك المحاولات المشتركة والعمدية والعبثية التى يتم من خلالها تحويل يوم 25 يناير إلى فزاعة، وتسأل مثلى ومثل الجميع من المسؤول عن نشر هذا الفزع؟، من الذى يريد أن يصل للناس برسالة تقول إن العام الماضى بقلقه ومخاوفه وعجلة إنتاجه المتوقفة مرشح للتكرار مرة أخرى بسبب ميدان التحرير؟، من الذى يسعى إلى أن يشوه صورة الثورة ويحرق الوطن بنيران الخوف؟

وضع إجابة بعد علامات الاستفهام السابقة، يستلزم مرورا سريعا على وسائل الترويج ليوم 25 يناير على أنه يوم الفزع الأكبر، أو عنق الزجاجة الذى قد تعبر منه مصر إلى شط الأمان فقط لو اختفى ميدان التحرير من الوجود وخرست ألسنة المطالبين برحيل المجلس العسكرى.

يبدو الترويج ليوم الفزع الأكبر بدائيا كما كان «السبكى» يروج لأفلامه بإشاعة عن خناقة، أو إعلان يتضمن لفظا خارجا أو قطعة جسد عارية، الاعتماد على السخونة والإثارة هو العامل المشترك هنا، وبالتالى طبيعى جدا أن تجد منشورات وصفحات متعددة على الفيس بوك تتحدث عن حريق القاهرة الجديد، وعن ترسانة الأسلحة التى ستظهر فى ميدان التحرير لتدمير مصر، وطبيعى أن تجد تعبيرات تحمل نفس المعنى على حوائط الشوارع، وطبيعى جدا أن يمارس الإعلام المصرى لعب دور «المخوفاتى» ويظهر كل مذيع صارخا بالتحذير من العنف والاشتباكات المتوقعة فى الذكرى الأولى للثورة مكررا كلمة «ربنا يستر» كما لو أنه لا يوجد فى القاموس غيرها، كما هو طبيعى جدا أن يشارك المجلس العسكرى والأجهزة الحكومية فى اللعبة بالحديث عن الأيادى الخارجية ومخططات الاعتداء على ممتلكات الدولة، وفتح الباب على البحرى لشائعات اختفاء البنزين والسولار ورفع الأسعار، ولكن غير الطبيعى أن يسقط شباب الثورة والمتحدثون باسم القوى السياسية فى فخ المشاركة فى الترويج لسلعة الخوف بالصمت على تلك المزاعم وتغذيتها باستخدام شعارات وبيانات ودعوات للخروج تحمل من السخونة ما يجعل من تلك الادعاءات أمرا قابلا للتصديق فى الشارع المصرى القلق بطبعه.

ليس من مصلحة الثورة ولا مستقبلها صمت الائتلافات أو الحركات الثورية على تصريحات القصاص باليد والسلاح الآلى التى يطلقها أهالى السويس أو تشجيعها، وليس من مصلحة شباب الثورة الصمت على عملية التشويه المتعمدة لميدان التحرير والتى تتم بشكل منظم طوال الشهر الماضى عبر المعارك والخناقات التى تتم بين الباعة الجائلين الذين احتلوا الميدان وبين مجموعة من المعتصمين تتبرأ منهم أغلب القوى السياسية ولكنها تخشى فى نفس الوقت إبداء الملاحظات حول أدائهم وما يمكن أن يسببوه للثورة ولفكرة الاعتصام نفسها من ضرر.

تبدو الإجابة واضحة الآن على السؤال الخاص باليد الخفية التى تجعل من يوم 25 يناير «دراكولا» القادم لامتصاص دماء المصريين وتحويل الوطن إلى خرابة، أنت أمام قفص ملىء بالمتهمين العسكرى يرتكب جريمته مع سبق الإصرار والترصد ظنا منه أن إفزاع الناس سيضمن له بقاء فى السلطة، والرابحون فى الانتخابات يعتقدون أن تخويف الناس من التيارات المنافسة سيضمن له سيطرة على البرلمان والحكومة، والأحزاب الخاسرة ترى أن فى تسخين الأجواء سبيلا وحيدا للتغطية على فشلها، أما بعض الحركات وائتلافات الثورة فهم شركاء بالسذاجة وحماسة المظاهرات التى لم يدركوا بعد أنها سلاح حان الوقت أن يحصل على راحة مؤقتة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة