حنان شومان

سبحان الذى يغير ولا يتغير

الجمعة، 20 يناير 2012 11:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى خبر نشر منذ أيام ذُكر أنه تم استبعاد كبار نجوم الغناء من المشاركة فى احتفالات الثورة مثل، منير ودياب وأنغام وغيرهم، وصرح بذلك نقيب الموسيقيين إيمان البحر درويش، وأضاف الخبر أن المشاركين سيكونون فنانين يرضى عنهم ثوار التحرير مثل، حمزة نمرة وفريق إسكنداريلا، ثم بعد أيام أعلن النقيب عن إلغاء مشاركة النقابة وبالتالى عدم إقامة أى احتفالات غنائية يوم 25 يناير احتراماً لحق الشهداء الذى لم يأت بعد.
كلام جميل كلام معقول مقدرش أقول حاجة عنه، ولكنه دفعنى للعودة بذاكرتى للماضى القريب جداً، حين كانت تقام احتفالات تخص الدولة مثل، احتفال أكتوبر أو أعياد القوات المسلحة والبوليس التى كان يحضرها حسنى مبارك آنذاك، كان كبار النجوم يتسابقون على إحيائها وكان من يمنع عنها يُعتبر من المغضوب عليهم، وبالتالى كانت تحفى قدماه ويتساءل للقاصى والدانى، ما الذى فعلته حتى أحرم من شرف الغناء أمام الرئيس؟ وفى الأغلب الأعم لم يكن أحد يجيبه، ومن عجائب القدر أن إيمان البحر درويش النقيب حالياً كان -كما يقول سابقاً- من بين المغضوب عليهم فلم يكن يغنى أمام الرئيس لتمر أيام وشهور وتقوم الثورة، ويصبح هو من يحدد من يغنى فى الاحتفالات الرسمية فسبحان الذى يغير ولا يتغير.
ولكن الله كما يبدو لى لم يغيرنا بعد برغم ما سقته من مثل، لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ونفوسنا مازالت كما هى لم تتغير، فأصحاب القرار فى أى شأن فى مصر استبدلوا حسنى مبارك أو ما كان يمثله مبارك من سلطة بآخرين لهم السمع والطاعة والبحث عما يرضيهم دون سواهم..... ولكن المشكلة أن مصادر السلطة والأمر والنهى صارت الآن متعددة فى مصر، مما يوقع أهل السمع والطاعة فى مأزق، فالتحرير وثواره مصدر سلطة وقوة لا يستهان بها والمجلس العسكرى سلطة على أرض الواقع وجماعات الإسلام السياسى هى الأخرى سلطة لا يمكن إغفالها، وتعدد تلك السلطات يضع أهل السمع والطاعة فى مأزق، فمن يا تُرى يرضون؟ خاصة أن أهواء أصحاب السلطان متضاربة.
ولهذا، فإن كانت مقولة، سبحان الذى يغير ولا يتغير، جائزة لكل زمان ومكان، فإنها الآن وفى هذه اللحظة من عمر الأمة بالتحديد تمثل الحكمة الوحيدة التى يجب أن نرددها ليلا نهارا، حين نرى أهل السمع والطاعة يتنقلون بين أصحاب السلطان من لحظة إلى أخرى حائرين بينهم، فسبحان الذى لا يتغير وهم يتغيرون.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة