حزب الحرية والعدالة الجناح السياسى لجماعة الإخوان المسلمين أعلن عن إرسال وفد رفيع المستوى إلى دولة تركيا، بهدف نقل تجربة النهضة الاقتصادية الناجحة من تركيا إلى مصر للنهوض بالمحليات والتعرف على كيفية التخلص من الفساد المستشرى فى الإدارات المحلية، وتطوير المناطق العشوائية فى أطراف المدن الكبيرة، والتغلب على المشكلات الاجتماعية والاقتصادية الناشئة فى العشوائيات.
الحزب بدأ فى الحقيقة يتعامل بشكل واقعى مع قضايا الداخل بعيداً عن «المايوه والبكينى» و«النقاب والحجاب» وعقد اجتماعات مهمة مع قطاعات حيوية للتعرف على واقع المشاكل بها، وأعتقد أن هذا التحرك يعكس حقيقة استيعاب الإخوان لحقيقة التعامل كرجال دولة وليس كدعاة.
الزيارات المتتابعة لممثلى الحزب إلى ماليزيا وتركيا للاطلاع على تجارب تلك الدول فى التنمية والنهوض الاقتصادى ينقصها أيضاً الاطلاع على تجارب دول أخرى مثل البرازيل والهند والانفتاح على تجارب باقى الدول الإسلامية وغير الإسلامية.
فالنمو الاقتصادى لا يعرف طريقاً واحداً والقضاء على مشاكل الفقر والبطالة والمرض والجهل استطاعت دول كثيرة غير تركيا وماليزيا تحقيق خطوات ملموسة فيه.
ولذلك أتمنى من حزب الحرية والعدالة التوسع قليلا فى زياراته والنظر بأفق أوسع وكرجال دولة حقيقيين إلى تجارب أمريكا اللاتينية فى التنمية وبخاصة البرازيل التى تتشابه أوضاعها قبل 8 سنوات من الآن مع أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية الحالية.
البرازيل قبل تولى الرئيس السابق سيلفا دى لولا مقاليد الحكم كانت تعد من الدول الفقيرة التى تعانى مثلما نعانيه الآن، فجاء الرجل وأحدث نهضة وتنمية حقيقية فى البرازيل يشهد بها العالم وأسهمت خططه الاقتصادية فى رفع الملايين من تحت خط الفقر، وحافظ على استقرار الاقتصاد البرازيلى.
نجح لولا فى تقليص الفقر بين السكان من 35 إلى 22 فى المائة لشعب يتجاوز عدد سكانه 195 مليون نسمة. وحقق نسب نمو عالية، بلغت 7 بالمائة، وهو ما وضع البرازيل على قدم المساواة مع الصين والهند. ونجحت البرازيل فى سنوات لولا فى القضاء على اختلال توازن ميزان المدفوعات. انحاز لولا وحكومته إلى الفقراء وحشدت الدولة البرازيلية طاقاتها لانتشال نصف سكان الدولة من الفقر ونجحت إلى حد كبير أذهل العالم.
تجربة البرازيل أيضاً تحتاج زيارة من حزب الحرية والعدالة للاطلاع على تجربتها.