قبل الاحتفال بأيام اختفى البنزين من محطات الوقود، واختفت أسطوانات الغاز، وارتفع منسوب الخوف والجريمة والسطو المسلح وقطع الطرق.
قبل أيام من الاحتفال صعدت السفيرة الأمريكية جبل المقطم، واعترفت للإخوان بأن بلادها أخطأت فى دعم «الديكتاتورية»، وقال حزب الحرية والعدالة فى اتحاد الصناعات أنه سيجعل الاقتصاد المصرى أفضل من التركى والماليزى خلال 8 سنوات، وقال فريد الديب إن الجيش مسؤول عن قتل المتظاهرين، والمشير قال «إن الجيش ساكت علشان لو ماسكتشى هيولعها»، وكارتر أكد أن طنطاوى قال له إن فيديو الفتاة المسحولة مزور والجنود كانوا يساعدونها على ارتداء ملابسها الاستفزازية، والإسلاميون «الذين فازوا فى انتخابات البشرى» والشرطة يحذرون من العملاء الذين يحاولون إسقاط الدولة يوم 25، قبل أيام من الاحتفال لا يوجد أمان فى وسط البلد ولا على الطرق السريعة، البلطجية يطاردون البلطجية بخيال بدائى لترويع الناس، انتهت الإنتخابات وبدأت التحالفات واستمرت مسرحية المحاكمات، وتربع حرس الحدود على القمة «فى الدورى» وتراجع طلائع الجيش، ورفض حسن حمدى تدخل الدولة فى الرياضة، وبدأ هيكل فى نشر كتاب عن مبارك «النائم فى القفص»، وهرب سفير إسرائيل خوفًا من يوم الاحتفال، الذى رفضه فضيلة شيخ الأزهر احترامًا لذكرى الشهداء، وقرر الإخوان السيطرة على ميدان التحرير، والثوار رفضوا، ومسلحون يقتحمون موقع الضبعة ويأخذون شيئًا مشعّا بعد تدمير المكان.
قبل الاحتفال بأيام حوصر الثوار معنويّا وماديّا لكى تتم الصفقة على خير، واعتقد الذين نجحوا أنهم نجحوا، واستنفد كتاب الرأى مخزون الرأى، وبدأت نبرة مختلفة تلوح فى الصحف، «كل الصحف»، وانتقلت أخبار جريدة الأهرام إلى صفحات الحوادث، وذهبت نقابة الصحفيين إلى هيئة الاستثمار، وجفت منابع البهجة فى دوائر المثقفين، وجلست برامج التوك شو «على تلها»، وأصبح الكلام يشبه الكلام، وحماة الثورة يؤكدون طوال الوقت أنهم حموها وأنهم سيسلمون السلطة فى الموعد الدستورى، بينما يجلس أعداء الثورة فى المناصب العليا وعلى منصات التتويج، وبات مؤكدًا أن منصور حسن ورقة جديدة فى كشكول مرشحى الرئاسة، وحزب السيد البدوى مستمر فى الملعب، والاتحاد الأوروبى يقول إن مبارك مازال يحكم، والجميع يؤكد أن الجنزورى فى حاجة إلى عشرة مليارات.
قبل الاحتفال بأيام قالت ليلى علوى إننا تربينا على الخوف من المتطرفين، وقال أشرف عبدالغفور إن الإخوان هم الذين سعوا للقائه، وقالت جريدة الرحمة: إن هروب البرادعى يثير علامات الاستفهام وإن الغرب يتوعدنا إذا صدر حكم بإعدام مبارك، والنقد الدولى يجدد ثقته فى الاقتصاد المصرى، والزمالك يطلب إعادة الحراس الأجانب.
قبل الاحتفال بأيام لا توجد أفلام جديدة فى السينما ولا توجد أصوات جديدة فى السياسة ولا الغناء ولا فن التلاوة، يوجد رواج فى رجال القانون ورجال الدين، ولا يوجد مكان للارتجال، قبل أيام من الاحتفال يغطى البرد الخارج والداخل، وحاجتنا للدفء تلزمنا بالنزول معًا.. الأربعاء المقبل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة