الكلام مع نواب البرلمان الجدد، أو الإنصات لكلماتهم وتصريحاتهم فى الفضائيات يدفعك نحو شعور يخبرك بأن فرحة النواب الجدد بيوم برلمان الثورة الأولى، تشبه إلى حد كبير، فرحة طفل الابتدائى وهو فى طريقه إلى المدرسة وعلى ظهره «شنطة» أثقل منه محتوياتها تدمر عموده الفقرى كما تدمر عقله تماما، مثله فى ذلك مثل نائب البرلمان الجديد يدخل اليوم إلى القاعة الموقرة وفوق كتفه أمانة ثقيلة، جزء منها يخص الناخب الذى منحه صوته، والجزء الآخر يخص الوطن بأكمله.
بعض نواب البرلمان يحملونها هكذا أمانة يدركون جيداً أنها قد تتحول إلى قنبلة قد تنفجر فى وجوههم إذا خانوها، وقد «تلزقهم» فى كراسى البرلمان وصفحات التاريخ، إن صانوها، والبعض الآخر من النواب يدخل إلى البرلمان وهو يحمل فوق ظهره «شنطة» فيها كل شىء إلا الوعود التى هتف بها فى المؤتمرات الانتخابية، والتصريحات التى أدلى بها فى الفضائيات، ولكن يبقى أهم مافيها بالنسبة لسيادة النائب وهو الحصانة، وما أدراك ما الحصانة، وما يمكن أن تفعله بالبشر، مثلها مثل «شنطة» تلاميذ الابتدائى قادرة على تدمير العمود الفقرى للبلد، وقلبه التشريعى، وعقله الرقابى.
عزيزى نائب البرلمان الجديد، تذكر وأنت فى طريقك إلى البرلمان اليوم، أو لو كنت قد جلست أخيراً على المقعد، أو كنت قد حضرت الجلسة الأولى وعدت إلى منزلك أو إلى مقرك الانتخابى.. أن الذى جاء بك إلى حيث ظلال قبة البرلمان صوت مواطن غلبان يريد منك أكثر مما هو طلب إحاطة أو استجواب، كلمة ساخنة، أو تصريحات مثيرة فى الفضائيات، وتذكر ياعزيزى أن الذى جاء بك إلى حيث مقاعد البرلمان، قادر على أن يسحب الكرسى مرة أخرى، وأنت بنفسك قد شاهدت كيف فعلها مع نواب أكثر منك قوة ونفوذا وجبروتا، وإن لم يفعلها من خلال الصندوق، فهو قادر على أن يفعلها بمظاهرة أو ثورة، تأخذك من مقعد البرلمان إلى قفص السجن.
عزيزى نائب البرلمان، هذه مراجعة أخيرة قبل أن تدخل الامتحان البرلمانى الصعب، وتذكر جيداً أن هذا البرلمان يختلف عما هو ماض وماهو مقبل فى عمر هذا الوطن، والخطأ داخله يأخذ صاحبه أو يأخذ البرلمان بأكمله إلى حيث الباب المؤدى إلى مزبلة التاريخ، فتذكر جيداً ماهو تالٍ.
- لا تنصب على الناس بكروت الواسطة وخدمات رخص السيارات، وقطع الأراضى.
- احفظ الطريق جيداً إلى مقرك الانتخابى ولا تتغيب عنه أبداً، ولا تتوقف عن النزول إلى المقاهى والأحياء التى توسلت فيها للناخب من أجل الحصول على صوته.
- لا تجعل من حصانتك البرلمانية ستاراً لنهب أموال الدولة، أو مجرد ورقة تسمح لك بوضع لوجو على السيارة وطلاء أرقامها باللون الأسود لتمييز نفسك عن المواطنين، والعبور من كمائن المرور دون أن يحقق أحد فى مخالفتك.
- ذاكر جيداً وعودك التى أقسمت عليها لأهالى دائرتك، لأن «ناكس» الوعود يفقد رجولته قبل أن يفقد مقعده.
- وأخيراً.. لا تنس أن هناك ثورة تبحث عن تحقيق مكاسبها، وأنت أحد أسلحتها فى معركة الحرية والكرامة والعدالة، فلا تخذلها وتكون سلاحاً عليها لا لها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
مقال الالتزام بالوعود ومطالب الشعب - كسب ثقة الشعب هى اكبر جائزه واكبر مسئوليه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
البرلمان الان هو المسئول الاول عن تنفيذ مطالب الثوره كامله
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
على البرلمان ان يتذكر دائما ان الشعب المصرى لا يمكن اخضاعه او هزيمته او التلاعب به
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
من اليوم انتم مراقبون فى تصريحاتكم وسلوككم وافعالكم الشعب يريد اعمال لا اقوال
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
العداء للازهر والتدخل فى شئونه هو بدايه خطيره لمخالفه الدستور المصرى
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
لماذا تهاجمون الازهر الشريف وفى نفس الوقت تهادنون الغير شريف
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد متولـى
تهديد و وعـيد إسـتقبال غـير لائق
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
لقد جئنا بكم من اجل مطالب ثورة الشعب - التفريط وموافقون موافقه سيلقون نفس المصير
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد متولـى
التغـيير القادم سـيكون عـبر صندوق الإنتخـابات
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
اول مهامكم توفير الامن الملتزم المنضبط الامين الذى يخدم الشعب وليس السلطه والنظام
بدون