محمد الدسوقى رشدى

عزيزى النائب الجديد

الإثنين، 23 يناير 2012 08:10 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكلام مع نواب البرلمان الجدد، أو الإنصات لكلماتهم وتصريحاتهم فى الفضائيات يدفعك نحو شعور يخبرك بأن فرحة النواب الجدد بيوم برلمان الثورة الأولى، تشبه إلى حد كبير، فرحة طفل الابتدائى وهو فى طريقه إلى المدرسة وعلى ظهره «شنطة» أثقل منه محتوياتها تدمر عموده الفقرى كما تدمر عقله تماما، مثله فى ذلك مثل نائب البرلمان الجديد يدخل اليوم إلى القاعة الموقرة وفوق كتفه أمانة ثقيلة، جزء منها يخص الناخب الذى منحه صوته، والجزء الآخر يخص الوطن بأكمله.

بعض نواب البرلمان يحملونها هكذا أمانة يدركون جيداً أنها قد تتحول إلى قنبلة قد تنفجر فى وجوههم إذا خانوها، وقد «تلزقهم» فى كراسى البرلمان وصفحات التاريخ، إن صانوها، والبعض الآخر من النواب يدخل إلى البرلمان وهو يحمل فوق ظهره «شنطة» فيها كل شىء إلا الوعود التى هتف بها فى المؤتمرات الانتخابية، والتصريحات التى أدلى بها فى الفضائيات، ولكن يبقى أهم مافيها بالنسبة لسيادة النائب وهو الحصانة، وما أدراك ما الحصانة، وما يمكن أن تفعله بالبشر، مثلها مثل «شنطة» تلاميذ الابتدائى قادرة على تدمير العمود الفقرى للبلد، وقلبه التشريعى، وعقله الرقابى.

عزيزى نائب البرلمان الجديد، تذكر وأنت فى طريقك إلى البرلمان اليوم، أو لو كنت قد جلست أخيراً على المقعد، أو كنت قد حضرت الجلسة الأولى وعدت إلى منزلك أو إلى مقرك الانتخابى.. أن الذى جاء بك إلى حيث ظلال قبة البرلمان صوت مواطن غلبان يريد منك أكثر مما هو طلب إحاطة أو استجواب، كلمة ساخنة، أو تصريحات مثيرة فى الفضائيات، وتذكر ياعزيزى أن الذى جاء بك إلى حيث مقاعد البرلمان، قادر على أن يسحب الكرسى مرة أخرى، وأنت بنفسك قد شاهدت كيف فعلها مع نواب أكثر منك قوة ونفوذا وجبروتا، وإن لم يفعلها من خلال الصندوق، فهو قادر على أن يفعلها بمظاهرة أو ثورة، تأخذك من مقعد البرلمان إلى قفص السجن.

عزيزى نائب البرلمان، هذه مراجعة أخيرة قبل أن تدخل الامتحان البرلمانى الصعب، وتذكر جيداً أن هذا البرلمان يختلف عما هو ماض وماهو مقبل فى عمر هذا الوطن، والخطأ داخله يأخذ صاحبه أو يأخذ البرلمان بأكمله إلى حيث الباب المؤدى إلى مزبلة التاريخ، فتذكر جيداً ماهو تالٍ.

- لا تنصب على الناس بكروت الواسطة وخدمات رخص السيارات، وقطع الأراضى.
- احفظ الطريق جيداً إلى مقرك الانتخابى ولا تتغيب عنه أبداً، ولا تتوقف عن النزول إلى المقاهى والأحياء التى توسلت فيها للناخب من أجل الحصول على صوته.
- لا تجعل من حصانتك البرلمانية ستاراً لنهب أموال الدولة، أو مجرد ورقة تسمح لك بوضع لوجو على السيارة وطلاء أرقامها باللون الأسود لتمييز نفسك عن المواطنين، والعبور من كمائن المرور دون أن يحقق أحد فى مخالفتك.

- ذاكر جيداً وعودك التى أقسمت عليها لأهالى دائرتك، لأن «ناكس» الوعود يفقد رجولته قبل أن يفقد مقعده.

- وأخيراً.. لا تنس أن هناك ثورة تبحث عن تحقيق مكاسبها، وأنت أحد أسلحتها فى معركة الحرية والكرامة والعدالة، فلا تخذلها وتكون سلاحاً عليها لا لها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة