حقق الحزب العربى الديمقراطى الناصرى الفشل بامتياز فى انتخابات مجلس الشعب، ولم تتجاوز قوائمه فى المراحل الثلاثة «عتبة» الأصوات المطلوبة للتمثيل البرلمانى، فالحزب لم يتمكن من الحصول على 139 ألف صوت لنيل ولو مقعد واحد داخل المجلس.
هل كانت النتيجة عادلة ومنطقية والفشل كان متوقعا؟
الإجابة، نعم بالنسبة لى على الأقل، وقد يتفق أو يختلف معى الكثيرون، فالمقدمات فى علم المنطق دائماً ما تؤدى إلى النتائج، والحزب الناصرى منذ تأسيسه فى بداية التسعينيات أصابته أمراض الحياة الحزبية فى عهد النظام السابق، على الرغم من أنه تأسس ولديه رصيد مسبق جماهيرى وشعبى بمرجعية المشروع والتجربة الناصرية بمضامينها فى العدالة الاجتماعية والنهضة والتنمية المستقلة، مضافة إليها كاريزما قائدها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، فقد أهدر الحزب كل هذه المزايا منذ البداية وأضاع نضال الرعيل الأول، الذى حارب من أجل ظهور تنظيم وكيان سياسى شرعى للناصريين إلى النور فى الحياة السياسية المصرية، يحمل أفكارا وأحلام التجربة الناصرية إلى الشارع المصرى.
أبناء الحزب وقياداته من الأجيال المخالفة دخلوا فى صراعات وانقسامات أدت إلى تشرذم التيار الناصرى برمته فى حركات وأحزاب متفرقة، وتركوا الحزب الأب لقيادات هى أقل كفاءة من أن تدير شركة تجارية وليس حزب عبدالناصر، حتى بلغ حافة المأساة والهاوية وتفرق من حوله الجميع وفشل حتى فى الحصول على مقعد واحد فى البرلمان ولم تحصل قوائمه على نسبة الـ%0.05.
حتى بعد ثورة 25 يناير كان البعض يتحدث بحسرة عن أحقية التيار الناصرى بتجذره وتراثه التاريخى فى المجتمع فى تصدر المشهد السياسى، تماشيا مع شعارات وأهداف الثورة فى التغيير والعدالة الاجتماعية، التى هى المضمون والعصب الأهم فى المشروع الناصرى، كان الحديث عما كان مفروضا وليس عن واقع مأساوى يعيشه التيار بسبب قياداته التى أصابت التيار فى مقتل بصراعاتها وانقساماتها.
الفشل إذن كان متوقعاً ومقدراً سلفاً فى الانتخابات الأخيرة ولا يختلف أحد على ذلك، ولكن فى ظنى أن هذا الفشل هو مقدمة لانتفاضة وثورة تغيير شاملة، سواء داخل الحزب أو فى عموم التيار بأيدى الشرفاء والمخلصين فيه من جيل الشباب، لعودة الحزب والتيار معاً من جديد فالأمل مازال موجوداً.