أدعو الله مخلصا أن يمر اليوم بسلام وأمان واطمئنان ومحبة، وأن يبعد عنا مخططات المجلس العسكرى، وأفلام الداخلية التى تنافس أفلام هوليود، وأدعوه أن يكفينا شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدر الناس، وأن يحرسنا من الأصابع الخارجية والأذناب الداخلية، وأن يمنع عنا شرور الطرف الثالث، وأن يبعد عنا الأجندات الخارجية ورعاتها.
أتمنى من الله أن يكون اليوم يوما وطنيا بامتياز، وأن يصبغ الميدان بأحب الألوان إلى قلوب المصريين، ألوان علمنا الأصيل العظيم المترفع العالى، وأن يشهد عيد الثورة استعادة لروح الثورة، وأدعو أخوتى فى الميدان إلى تجديد العهد اليوم على حب مصر، وترديد القسم الذى كنا نردده فى الميدان فى أيام الثورة الأولى، وأن نتعاهد على أن نظل دوما أوفياء لميداننا، مخلصين لوطننا، محاربين فى مواقعنا، مقاتلين فى سبيل إعلاء الحق وإبطال الباطل، وأن نظل على عهدنا الذى عاهدنا مصرنا عليه، غير عابئين بإرهاب الألسنة المسمومة، ولا رايات العهر المرفرفة فوق الغرف المظلمة.
أدعو الله ولا شىء بكثير على الله أن يحفظ أخواتنا فى كل ربوع مصر، أن يقصف حكم العسكر، وأن يلهم نوابنا فى مجلس الشعب الرشاد والمحبة وأن يوفقهم للعمل على مصلحة مصر، وصالح شعبها وأمنها وازدهارها ورفاهيتها ورقيها وتحضرها، وأدعو الله أن ينام شهداؤنا الأبرار مرتاحى القلب والعين، وأن يلهمنا صواب البصيرة والمحبة الكافية لنحقق أحلامهم وأحلامنا أو أن يلحقنا بهم دفاعا عن مصر وتاريخها ومستقبلها وحاضرها.
عام مر ونحن فى الخندق نفسه، ثابتين على الحق، مدافعين عن الكلمة والحلم والأغنية، عام مر يا أخوتى تآمر فيه علينا كل صنوف البشر بعدتهم وعتادهم، ومازالت المعركة قائمة، وما زالت الثورة حالمة، ولأننا احتفلنا منذ يومين بأول مجلس شعب منتخب فى تاريخ مصر، ولأن أغلبية أطراف الحياة السياسية اعترفت بسيادة مجلس الشعب برغم وقوعنا فى العديد من الأخطاء نظرا لحداثة تجربتنا الديمقراطية، أدعو أخوتى فى الميدان إلى استكمال الثورة عن طريق المجالس المحلية التى لم يتم تشكيلها حتى الآن، وأدعوهم إلى جعل كل ميادين مصر «ميدان التحرير» بأخلاقياته الرفيعة ودستوره الإنسانى، وقيمه العالية.
الطريق طويل، ولا يقدر عليه إلا أولوا العزم من المصريين، وأنتم يا من منحتم مصر جلالها وبهاءها أولى الناس بأن تنثروا النور فى كل بقاعها.