قال الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى، إن الشاعر الراحل صالح جودت رفض التجديد فى الشعر لأسباب سياسية، مضيفا أن جودت كان محسوبا من الجهة السياسية على النظام القديم وكثيرا ما كان يمتدح الملك فاروق فى قصائده ليس كنوع من النفاق ولكن لأنه كان يحبه بالفعل، مضيفا: لا شك أن صالح جودت كان يحب الملك وينصره ولكن هذا لم يكن يستقيم مع ما حدث فى فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضى واذا اعتبرنا ان التجديد فى الشعر كان جزءا من التجديد والتغيير الجذرى فى البنية السياسية والاجتماعية وتحول نظام الدولة من الملكية إلى الجمهورية، فلم يكن بمقدور جودت ان يعادى النظام الجديد بشكل مباشر واكتفى ان يعاديه من خلال رفضه للتجديد فى الشعر.
وأشار حجازى خلال الندوة التى عقدت ظهر اليوم ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب تحت عنوان "ماذا يبقى من صالح جودت؟" إلى أن صالح جودت تحمس كثيرا للشعر المرسل وبدا وكأنه متحمسا لكافة أشكال التجديد فى ذلك الوقت ولكنه لم يُنظم الشعر المرسل أو الحر طيلة كتابته الشعرية، وأوضح حجازى أن اهم ما كان يميز جودت انه كان ينتمى للمدرسة الرومانتيكية ولم يكتب او ينظم فى الأشكال الشعرية الكلاسيكية التقليدية.
وتابع حجازى: أن جودت كان من الشعراء الرومانتيكيين بلا أدنى شك ومن يطلع على منظوماته وقصائده سيجد انه وقع فى بعض الهفوات فمثلا كان يستخدم وزنا لا يصح أن يستخدم او يستخدم لغة وتراكيب تقرب شعره من الفصيح للعامية.
ومن جانبه قال الشاعر احمد عنتر مصطفى، الذى تولى إدارة اللقاء أن انصاف صالح جودت لتجديد الشاعرة سهير القلماوى كان بسبب عشقه للجمال والانثى ولقناعته بان المرأة لن تقدم تجديدا فى الشعر وان ما تكتبه يدخل فى اطار المحاولات فقط لا غير، وقال الناقد محمد السيد اسماعيل، انه لايمكن دراسة صالح جودت فى مكانه الحقيقى الا فى اطار المدرسة الرومانسية بأجنحتها المختلفة مضيفا ان الانتقال من مدرسة شعرية لأخرى قد يرجع لاسباب سياسية واجتماعية ، وأضاف اسماعيل أن أهم ما يميز صالح جودت هو انه تخلص من ثنائية ماهو حسى وماهو معنوى واقترب من النظرة الحسية للمرأة بشكل مختلف عن بقية الشعراء الذين انشغلوا فى كتابتهم الشعرية بمفاتنها.
وأوضح أن القصيدة الرومانسية تعد أولى الحركات الثورية فى الشعر إذ انها تخلص الشاعر من الربط بينه و السلطة مضيفا ان جودت كان كأبناء جيله من الشعراء مطلومين وبحاجة لإعادة النظر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة