منذ فجر 25 يناير 2012، وأنا أشعر بأن التاريخ يعيد نفسه، نفس المشاعر والأحاسيس لم يتغير منها شىء، بل والأكثر غرابة أن ما حدث معى فى هذا اليوم تكرر أيضا، البداية كانت حينما قمت بتوصيل زوجتى إلى بيت والدها، وزاد هنا وجود ابنتنا «لينا»، التى قاربت على عامها الأول، فى المشهد، حيث إنها من مواليد الثورة، وجاء الدور على المشهد الثانى من خلال السير برفقة صديقى أحمد حسنى فى المسيرة القادمة من حى بولاق الدكرور، ثم قابلت بالصدفة البحتة زملائى بجريدة «اليوم السابع» شريف عبدالعظيم ومحمد ناجى، وهو نفس ما حدث العام الماضى.
هتفت مع المتظاهرين «عيش - حرية - عدالة اجتماعية»، شعرت بقشعريرة تسرى فى كل جزء من جسدى، وتأكدت أن جيل الثورة الحقيقى قادر على العودة بمصر إلى بر الأمان، ولن يتمكن أحد من إسكات «ألسنة الشعب» مرة أخرى مثلما كان قبل ثورة يناير، فمصر التى ظلت شعلة متوهجة بالمشاعر والأحاسيس، وبركانا كامنا، استفاقت من «الغيبوبة»، بفضل شبابها الذى رفض استمرار السرقة والفساد داخل البلاد فى عهد النظام البائد.
حزنت بشدة لعدم استكمال المشهد إلى نهايته هذا العام بسبب ارتباطى بالعمل، فالوجود فى الميدان ليس هو الدليل الوحيد على حبى لمصر، فعملى من أجل الارتقاء بها هو أيضا حب لها، لكننى وجدت بداخلى مشاعر كثيرة تجاهها، لذا كتبت رسالة إلى مصر نيابة عن شهدائنا الأبرار:
«يا مصر.. لأنى أحبك بدون شروط سأكون لك أو أموت.. امتلأ صدرى بملايين الأساطير المغروسة فى قلبى عنك، وظلت أحلامى مليئة بمشاعر الانتظار لمعجزة آتية تمحى برد الأحزان وتعيد الدفء إلى نفسى وتتخطى جروح الزمان.
يا مصر.. لأنى أحبك بدون شروط سأكون لك أو أموت.. لن أسامح نفسى حينما تاه عقلى بين زحام البشر.. وضاعت هويتى دون البحث عنها، فقد مضى كل منا فى رحلته، فكان القدر أن نسبح معا وسط تيار القلق حتى جاء موعد الانتصار.
يا مصر.. لأنى أحبك بدون شروط سأكون لك أو أموت.. لا أريد سوى عندما يكون الملتقى بيننا تغمرنا السعادة وينادينا الحنين.. فلنصرخ فى وجوه كل البشر.. حتى لا يضيع معنى العشق داخل أوساط تقترف الحب على أنه نزوة مع شرب كأس خمره.
يا مصر.. لأنى أحبك بدون شروط سأكون لك أو أموت.. سنمشى على تتابع خطانا حتى نجنى ثمار عشقنا.. فحين يمر نسيم الكرامة.. نستعيد ذكريات الحرية، وارفع راسك فوق إنت مصرى، نعم سأرفع رأسى عالياً وأقولها وسأظل أقولها لكى يعرف الجميع قيمتها وفخرنا بها».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة