وائل السمرى

لو كنت مكان الإخوان

الأحد، 29 يناير 2012 10:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو كنت مكان الإخوان، لما تركت «موقعة المنصة» دون أن أدرسها جيدا، وأحلل أسبابها، لأعرف ما الذى جعل شباب الميدان يهتفون ضدى بهذه الضراوة، بعد أن كان بيتنا الذى نتجمع فيه، وكعبتنا التى نحج إليها، ولأبعدت أصحاب التصريحات المستفزة واللهجات المستعلية التى تتهم من هاجموا المنصة بأنهم «قلة»، و«مأجورون»، مثلما قال أحد قيادييهم، وهو ما جعل الميدان يقول، إن الجماعة هى «الحزب الوطنى فرع المعاملات الإسلامية».
رأيت بعينى ما حدث أمس الأول، ومن العبث أن نشير إلى أخطاء فصيل دون آخر، فالمتظاهرون أخطأوا حينما تطاولوا على المنصة بالقول والفعل، وكادت الأمور أن تتعقد وتصل إلى الاشتباك الدامى، وارتفعت الأحذية فى وجه المنصة، وأحد المتظاهرين رشقها بزجاجة مياه غازية فارغة، وبرغم اختلافى السياسى المعلن مع الجماعة وأفعالها، لكنى لا أتمنى أن تتطور الأمور لتصل إلى هذا الحد، ولا أحب أن أرى تلك الصورة فى «ميداننا» مرة أخرى.
يجب أيضا ألا ننظر إلى تصرفات الميدان تجاه الإخوان، دون أن ننظر إلى ما ارتكبته الجماعة فى الميدان، ففى الوقت الذى كانت تبث فيه صور أمهات الشهداء باكيات على ضياع حقوق أبنائهن، كانت الجماعة تعلن أنها ستحتفل فى الميدان بالثورة، ولما أتوا إلى الميدان، بدا الأمر وكأنه ليس احتفالا بالثورة، ولكنه احتفال بالسلطة، وهو ما أثار غضب الميدان وحنقه، وظهر ذلك فى إذاعة الأناشيد الإخوانية الخاصة من على منصتهم، وهو ما دعم روح الفرقة بين أهل الميدان، وصورهم وكأنهم فى احتفالية إخوانية خاصة، أضف إلى ذلك تعمد منصة الإخوان الهيمنة على الميدان، عبر نشر مكبرات الصوت العالية التى تسمع من فى آخر الميدان، ومن فى أوله، فكان الواقفون أمام منصة هارديز والمجمع، لا يسمعون إلا صوت منصة الإخوان بجوار عمر مكرم، وهو ما فسره البعض بأنه استعراض قوة، ومحاولة لإخراس بقية المنصات.
ولم تكن ممارسات الإخوان داخل الميدان فقط هى التى أثارت المتظاهرين، وأشعلت غضبهم، ومن الصعب تجاهل حالة الاحتقان بين الميدان والإخوان عبر التصريحات المستفزة من بعض شخصيات الجماعة القيادية، مثل القيادية الإخوانية منال أبوالحسن، التى قالت إن المشاركات فى جمعة الحرائر ممولات من الخارج، وتصريح القيادى البارز «خيرت الشاطر» الذى قال فيه، إن الثوار فى ميدان التحرير هم مجموعات لنشر الفوضى، وإن كان الإخوان يريدون حقا أن يعودوا كما كانوا «أبناء الميدان»، فعليهم أن يراجعوا أنفسهم وتصريحاتهم، وعلى الميدان أيضا أن يلتزم بأخلاقياته الراقية، والجدال بالتى هى أحسن، وليس بالجزمة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة