لا يتذكر الكرويون فى مصر على خليل نجم مصر ونادى الزمالك فى السبعينيات إلا مع كل حادثة لا أخلاقية فى الملاعب، مثلما حدث فى مباراة الأهلى والمحلة الأخيرة. فقد أقسم مدافع المحلة وحارس المرمى - كذباً - بأن الكرة ليست هدفا، وتسببا فى إثارة الجماهير التى اندفع بعضها إلى الملعب.
عندما نقارن بين على خليل وجيله من لاعبى الكرة والجيل الحالى أو معظمه، نجد الفارق كبيرا وشاسعا فى الأخلاق والتربية والعلاقات الإنسانية والسلوك القويم، رغم أن على وأبناء جيله، لم يحصدوا الملايين من وراء كرة القدم، وقدموا الكثير من البطولات للمنتخب وللنادى.
على خليل نفسه عندما انتقل من بنى سويف فى نهاية الستينيات إلى نادى الزمالك، لم يجد سكناً له سوى أسفل مدرجات النادى، وهو يلعب لفريق الأشبال تحت 20 عاماً، وأصبح نجم النجوم، ولاعبا فى المنتخب القومى قبل أن يجد له النادى سكناً ملائماً للعيش، وظل وهو نجم يسكن فى غرفة تحت المدرجات لمدة 4 سنوات.
لم تعشق جماهير الزمالك لاعبا مثلما عشقت وأحبت على خليل، هدافها الذهبى، ولم تقسُ على لاعب مثلما قست عليه، ومع ذلك ظل اللاعب الخلوق متسمكا بالتزامه الأخلاقى، وطيبته وصوفيته، فلم يتعرض لاعب إلى ظلم من أقرانه وزملائه ومن جماهيره مثلما تعرض على خليل.
الواقعة الشهيرة التى مازال الجميع يتذكرها، تعود إلى موسم 78-79 حيث أقيمت مباراة بين الإسماعيلى والزمالك على استاد الاسماعيلية، وتقدم الإسماعيلى بهدف على أبو جريشة فى الشوط الأول وفى الشوط الثانى وفى الدقيقة 22، يسدد على خليل الكرة فى اتجاه مرمى الإسماعيلى لتدخل المرمى من خارج الشباك، ويحتسب الحكم أحمد بلال الكرة هدف التعادل للزمالك.
ولكن لاعبى الإسماعيلى اعترضوا على الهدف وكادت تحدث أزمة فذهب على خليل بكل تواضع للحكم وقال له: «الكرة مش جول يا كابتن دى من بره». وألغى الحكم الهدف دون أى اعتراض من لاعبى وجماهير الزمالك، وانتهى اللقاء بفوز الإسماعيلى وانتهى الموسم، وكان هداف الدورى هو على خليل الذى فاز بلقب اللاعب الأمين، وبكأس الأخلاق، وسجل اسمه فى تاريخ الأمانة والمنافسة الشريفة.
طوال 15 سنة لم يحصل على خليل من الزمالك إلا على 12 ألف جنيه ولم تقم له احتفالية اعتزال حتى الآن، ولم يتذكر النادى دعوته حتى فى المئوية..!
نحتاج إلى 1000 على خليل فى الملاعب، ويحتاج على خليل إلى تكريم يليق به حتى لوجاء متأخراً.