ما أجمل هذا المشهد.. ما أروعه.. احتفال المصريين الأقباط مع إخوانهم المسلمين الذين دعوا لإقامة احتفال رأس السنة الميلادية فى ميدان التحرير ليلة رأس السنة وفى ذكرى شهداء كنيسة القديسين لا يمكن أن تنساه الذاكرة!
هذا التجمع المدهش الحميمى إنما جاء ليغسل وجه مصر المشرق الحضارى.. جاء ليقول لكل متعصب وداع للفتنة وللتحارب وللتفرقة بين نسيج مصر الواحد، هؤلاء المصريون أبناء سلالة واحدة جينات واحدة دم واحد روح واحدة.. ومصير واحد.. لقد دمعت عينى وهم يهتفون مسلم.. مسيحى إيد واحدة، وفى عز البرد والصقيع كان دفء القلوب قبل الحناجر.
وأصدقكم القول لقد تسللت الهواجس إلى نفسى، وخشيت أن ينقلب الحدث الرائع إلى كابوس، خفت أن يعكر صفو الليلة من المتربصين بالوطن والنافخين فى جمر الفتنة ورمادها.. خفت أن يخرج مأفون ويفعل أى شىء ويضرب كرسياً فى الكلوب، خصوصاً أنه فى الساعات السابقة لهذه الليلة الجميلة شهدت إحدى قرى الصعيد حرائق وللمرة الألف بسبب شائعات وأخطاء فردية لعبت على حبل الفتنة فى الصعيد بين مسلم ومسيحى.
حتى نستيقظ لهذه الألاعيب وننفض من رؤوسنا هذه الأفكار الشيطانية، متى نعلم أن مصر الوطن أكبر من فرد يدعى التدين سواء كان مسلماً أو مسيحياً.. متى نعى أن الوطن هو الأبقى والأخلد وأن تراب مصر أغلى علينا من كل شىء؟
لقد انزعجت بشدة من الذين حرموا تهنئة الإخوة المسيحيين بأعيادهم، وهو كلام نسمعه لأول مرة، متى كان التدين دعوة لكراهية الآخر ياناس لقد هزنى القس سمعان راعى كنيسة قصر الدوبارة وهو يدعو للسلام على منصة التحرير وقبلها سمعت الدكتور على جمعة يؤكد على مضى الإسلام على إلقاء السلام على المختلفين معك فى الملة من غير بنى وطنك.. مابالك بشركاء الوطن والتاريخ والمصير.
لقد هزتنى أغانى كورال قصر الدوبارة عن مصر والحب والسلام من قلب ميدان التحرير وإذا كان قصر الدوبارة تاريخياً رمزاً لمقر الاستعمار البريطانى فهاهو ميدان التحرير الذى علا من قلبه كورال قصر الدوبارة صار رمزاً للثورة وللحب والسلام وإعادة الألفة بين أبناء الوطن الواحد، قولوا لكل متعصب يكره بنى آدم وطنه كل عام ومصر بسلام، كل عام ومصر الثورة تستعيد وجهها المشرق الحضارى وتغنى من التحرير ويصدح شبابها الثوار مسلم ومسيحى إيد واحدة، كل عام وأنتم بخير، قبل أن أختم سطورى تحية للمطرب الرائع على الحجار وفرقته التى أحيت هذه الليلة الرائعة كأحلى هدية للمصريين جميعاً.. والدين لله والوطن للجميع.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة