وائل السمرى

المحليات هى المستقبل

الإثنين، 30 يناير 2012 03:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل تذكر تلك الصورة الكاريكاتورية لعضو المجلس المحلى فى الزمن المباركى المقيت؟ أنا أذكرها جيدا، هو فى الغالب أحد أتباع عضو مجلس الشعب عن نفس الدائرة، مهمته الأولى حجز خانة نفوذ هذا العضو فى المنطقة، ينام طوال الدورة، وينشط فقط أيام الانتخابات، سلطاته لا تتعدى رفع كارنيه المجلس المحلى كلما سأله أحد عن هويته، يقاتل من أجل هذه العضوية، لا لشىء إلا للبرستيج الاجتماعى.

ولأن الحزب الوطنى كان يطبخ الانتخابات بالسم، ويحشرها فى فم بلدنا، كان هذا العضو «مكسور العين» أمام الأجهزة التنفيذية، لا يفتح فمه أمام أمين شرطة، ولا يرفع عينه فى وجود مهندس الحى، ولا يجرؤ على مقابلة رئيس الحى إلا بواسطة من العيار الثقيل، بعضهم كان يتورط فى أعمال منافية للقانون، وبعضهم كان يعيش على السحت والرشاوى، وقلة قليلة كانت تعمل لوجه الله، لكنها كانت تصطدم بآلاف التعقيدات، أمام رغباتها الصادقة فى الإصلاح، فسرعان ما كانت ترمى سلاحها من يدها، مكتفية بالسخط على المقاهى، واعتزال العمل العام فى أقرب فرصة. صديقى وأخى، يا من خرجت من بيتك مناديا بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، يا من وقفت بقلب جسور قائلا: يسقط يسقط حسنى مبارك، يا من هتف قلبك قبل لسانك وحنجرتك قائلا: الشعب يريد إسقاط النظام، معركتك الآن أمام عينيك، ومازال أمامك وقت كاف لتجهيز نفسك، ولم شمل أصدقائك، سواء من أحزاب الثورة أو من المستقلين لعمل قائمة ثورية موحدة، لتخوضوا بها انتخابات المجالس المحلية، فالمحليات خير إعداد لعضو مجلس الشعب، هى الأقدر على مخاطبة الموطنين، والأقرب لهم، وهى الاختبار الحقيقى للمسؤولية، وهى بداية الدور السياسى لمن لديه طموح فى العمل العام.

إن كنت تؤمن بأن النظام سقط، فعليك أن تثبت ذلك من خلال خوضك لانتخابات المحليات، وإعداد العدة لها منذ الآن، وإن كنت تؤمن بأن النظام لم يسقط بعد، فأمامك تحدٍ كبير لإسقاطه، عن طريق وصولك إلى كل بيت واشتراكك فى إسقاط النظام فى شوارعنا، وبيوتنا، وأحيائنا، أثبت لنفسك ولإخوانك المصريين، أن شباب الثورة قادرون على تحمل المسؤولية، والنهوض بشوارعهم وأحيائهم، كن امتدادا لميدان التحرير الذى تعشقه، اجعل كل أحيائنا «تحرير».. رجب طيب أردوغان فعل ذلك، وجاك شيراك سار على هذا النهج، «كانوا رؤساء لبلديات ثم أصبحوا رؤساء جمهوريات»، لابد أن نقصِّر المسافة بين أحلامنا البعيدة، وأيادى أهالينا التى تمتد، فلا تجد من يتلقفها، لابد أن ننقل الثورة من شاشات الفضائيات إلى الشوارع والأحياء والمحافظات، والإعداد فورا للمجالس المحلية، والتنسيق لعمل قوائم ثورية موحدة، هى أول خطوة فى هذا الطريق.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة