خريطة محددة تحافظ على سلمية الثورة.. كان هذا هو عنوان وهدف مؤتمر جمع حوالى 80 حركة وحزبا سياسا، بكل تأكيد لا أحد من أهل الشارع يعرف أغلب هذه الأحزاب أو أسماء تلك الحركات، وإلا كانت كرامات تلك المعرفة قد وضحت على نتائج الانتخابات التى لم تمنح أهل العمل الثورى الفضائى الذين يقودون تلك الحركات والأحزاب أى نجاح يذكر باستثاء نجاحات فردية مثلما حدث مع الشوبكى والنجار وحمزاوى.
طبعا لا أحتاج إلى أن أخبرك أن المؤتمر الذى جمع القوى السياسية فى ساقية الصاوى مساء الاثنين 2 يناير هدفه نبيل وكلامه جميل، ولكن على عكس الست ليلى مراد نستطيع أن نقول الكثير عنه، وأول هذا الكثير هو تأخر القوى السياسية عن الموعد المقرر للاجتماع 4 ساعات كاملة، وفى بلد مثل مصر ربما ترى أن تأخر مؤتمر أو اجتماع أو ندوة عن موعدها أمر عادى وجزء من ثقافة شعب بينه وبين الوقت خصومة تاريخية، ولكن فى هذه الحال يحمل التأخير الكثير من الدلائل، على رأسها أن القوى المفترض فيها أن تقود مسيرة التغيير والحفاظ على الثورة، تعيش فى بحر من الارتباك والعشوائية، مثلها مثل المجلس العسكرى ورجال النظام السابق.. وهنا يظهر السؤال متى تعترف تلك القوى أن تأثير ارتباكها وفوضويتها لا يقل فى تأثيره السيئ على الثورة عن تأثير المجلس العسكرى والطرف الثالث؟!
أيضا إذا أضفت إلى ساعات التأخير الأربع، أن القوى السياسية تأخرت فى عقد المؤتمر نفسه، وإدراك ضرورة الوصول إلى صيغة توافقية تجمع الائتلافات والحركات والأحزاب التى أصبحت وكأنها عدد فى الليمون، تحت مظلة واحدة لحماية تلك الثورة، وهذا يدفعنا إلى سؤال جديد يقول: هل كان الشباب فى انتظار دماء أحداث محمد محمود، ومجلس الوزراء، والخسارة الفادحة فى انتخابات البرلمان، لكى يفهموا أن التوافق أمر مهم لمواجهة محاولات سرقة وتشويه تلك الثورة؟، ألم تر القوى السياسية التى اجتمعت فى ساقية الصاوى، أنها كانت لابد أن تبدأ اجتماعها أمس بشجاعة تقديم الاعتذار للشعب المصرى، اعتذارا حقيقيا وليس على طريقة أسف المجلس العسكرى التى لا تمسح جراحا ولا تشفى الغضب الذى تصنعه الأحزان؟!
جملة اعتذارات كان على القوى السياسية التى تتحدث باسم الثورة، أن تقدمها لتبدأ صفحة جديدة مع الناس، اعتذار عن عدم احترام الناس، والتأخر 4 ساعات عن موعد المؤتمر، وآخر عن تأخر عقد مؤتمر بهذا الهدف كل هذه الشهور، وثالث عن عدم الاجتهاد فى الاستعداد للانتخابات، وتقديم مرشحين جادين، مما أدى إلى خسارة فادحة لصالح تيار واحد، واعتذار رابع عن شغل الناس والشارع المصرى بافتكاسات ونكت الفيس بوك، ومعاركه الجانبية مثل صحة مبارك، ونوع الملابس التى يرتديها، ويده التى تلعب فى مناخيره، واعتذار خامس عن عدم تنظيم الاعتصامات، وترشيد الدعوات إلى المليونيات حتى لا تفقد قوتها، واعتذار سادس ومهم للمواطنين الذين اتهمهم شباب الثورة بفقدان الأهلية، وعن الوقت الذى أضاعوه فى معركة العزل السياسى، بسبب الاعتقاد بأن الناخب المصرى سيختار الفلول والفاسدين، وهو الأمر الذى ثبت خطؤه بالأرقام وبالأصوات، وكشف عن أن تلك القوى والحركات والائتلافات تركت الثورة وحيدة، وبذلت كل جهدها فى معارك جانبية، بداية من مصحف جمال مبارك ومرورا بالعزل السياسى، وانتهاء بتوفيق عكاشة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الثوره مستمره
والله صدقت فيما قلت - لقد حذرناهم وشجعناهم كثيرا ولم يسمعوا وخذلونا كثيرا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد شاكر
كالعادة
مقال رائع وموضوعى كعادتك
عدد الردود 0
بواسطة:
الثوره مستمره
انا مثلك اتعجب كيف تحولت اعظم ثورات التاريخ الى هذا المشهد الدرامى الحزين
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الثوره مستمره
لقد اصابهم الغرور وتفرقوا وضلوا الطريق بينما نحن المشجعون تحترق اعصابنا ونفقد صدقنا
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
ghada
صدقت
عدد الردود 0
بواسطة:
الثوره مستمره
لقد اخطأوا كثيرا وعليهم الان الاعتذار وتصحيح المسار وعليهم التوحد والالتزام بالسلميه تماما
هذا ان ارادوا التاييد الشعبى لهم
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد المصري
الحقيقة الغائبة
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مثالي
اعتذار اخر
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل سعيد
سؤال برئ
عدد الردود 0
بواسطة:
Nader Galal
تحيه
مقال فوق الممتاز