بداية أود أن أهنئ سيادتكم بالعام الجديد، متمنيا من الله سبحانه وتعالى أن يجعله عاما سعيدا على مصر وطنا وشعبا وجيشا، أنا أعرف أن عنوان المقال سوف يثير تساؤلات عديدة سواء لدى سيادتك أو لدى القراء بشكل عام مما دفعنى للتردد فى كتابة المقال أكثر من مرة إلا أن مخاوفى الكثيرة انتصرت فى النهاية، وقررت الكتابة لك بصفتك الحاكم الحالى للبلاد.
سيدى المشير لقد سقط برقع الحياء عن الأغلبية، واختلفت المعايير واختلت الموازين وأصبح توصيف الأشياء فى حاجة لتصحيح فورى ودقيق.. لقد سيطر الفراغ على الكثيرين، واختلط الحابل بالنابل وارتفعت الأصوات والحناجر بدون وعى.. لقد أصبح الإعلام وسيلة لغسيل العار بمنافقة الرائجة!! لقد أصبح معظم الشعب المصرى من النشطاء السياسيين الذين يريدون الخير لمصر من خلال رؤى سياسية لا أعلم من أين تم استمدادها!! لقد صدق البعض أنهم حرروا مصر! لقد أصبح التخوين أمرا عاديا، ووصل إلى حد تخوين رجال الشرطة والقوات المسلحة!! لقد وصل الأمر إلى أن المتظاهرين فوق القانون، ومن حقهم أن يفعلوا ما يشاؤون دون أدنى عقاب! وأصبح رجل الشرطة الذى يدافع عن نفسه أو المنشأة التى يعمل فيها متهماً! لقد أصبح غلق شارع مثل قصر العينى أمرا طبيعيا على المصريين كافة تحمله! لقد قُسم الشعب المصرى إلى عشرات المسميات والطوائف، فقبل 25 يناير كنا مسلمين وأقباطا، أما الآن فقد أصبحنا إخوانا وسلفيين وأقباطا وعلمانيين وليبراليين وفلولا إلخ! لقد وصل حد الجرأة على هيبة الدولة إلى أن الجمهور قد يفسد مباراة كرة قدم، وينزل إلى الملعب ليضرب الحكم ولاعبى الفريق الخصم! لقد انتهكت الهيبة بقيادة صبية دراجات بخارية دون ترخيص أو لوحة معدنية! لقد وصل الأمر للتشكيك فى القضاء ونزاهته بل وصل إلى إصدار الأحكام بالإعدام على متهمين ما زالت قضاياهم تنظر بالمحاكم!! لقد سادت لغة الفوضى البلاد تحت شعارات ومفردات واهية!
سيادة المشير أوصيك بهيبة مصر التى انتهكت وفى سبيلها إلى الضياع الأبدى، أوصيك بمصر التى حاربت سيادتك من أجل تحريرها وعرضت روحك للخطر فى سبيلها، أوصيك بشعب مصر من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال بطول النهر.. أوصيك بهذا الشعب الذى يتجاوز عدده ألف ضعف أعداد الثائرين!
سيدى المشير إن مصر هى أقدم دولة فى التاريخ، وستظل برجالها دولة بالمفهوم الصحيح للدول، وكلنا أمل فى سيادتكم أن تعبر بنا إلى بر الأمان الذى افتقدناه تماماً فى الفترة السابقة خاصة أن الشرعية مع سيادتكم وحدكم كمجلس عسكرى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة