مازلنا فى قصة ويكيليكس التى نظن أنها ليست بريئة تماما، فضلا عن أن البعض يستخدم ويكيليكس لإدانة خصومه، ويرفضها عندما تتعلق بأنصاره.. ومنذ بداية ظهورها لا تبدو بريئة تماما.
طوال شهور طويلة خلت من أى تقارير حول إسرائيل وعلاقتها واتصالاتها، ولايمكن اعتبار بطل الوثائق يعمل وحده متحديا أجهزة الاستخبارات، ولا ينفى هذا أنه توجد تمويلات، لكن الأزمة أن هذه الأوراق تضع العاطل مع الباطل.
التمويل الخارجى واقع ولا يحتاج ويكيليكس، للحكومة والمنظمات، ومن بين الأسماء التى تضمنها التقرير الأخير متمولون، بعضهم يحمل الجنسية الأمريكية، وجهات مثل المعهدين الجمهورى والديمقراطى الأمريكيين يعملان باتفاقات رسمية، باعتراف الدكتورة فايزة أبوالنجا، وزيرة التعاون الدولى، وبعض التمويلات كان يذهب للحزب الوطنى، وأحزاب وجهات داخل وخارج النظام.
تمويل المنظمات كان يتم بعلم النظام السابق الذى كان يتساهل مع المقربين منه، والمنظمات الصديقة، ويتعامل بمكيال آخر مع خصومه، أو من يتحولون إلى خصوم، وأكبر مثال على هذا الدكتور سعد الدين إبراهيم الذى أسس مركز ابن خلدون عندما كانت علاقته طيبة بمبارك ومستشارا له، وبين مجلس أمناء المركز رجال مبارك، ومنهم الدكتور مصطفى الفقى وغيره، ولما انقلب مبارك على الدكتور سعد اتهموه بتلقى تمويل ورشوة دولية، وتمت إحالته للمحاكمة، وصدر عليه حكم بالسجن، قبل أن تبرئه محكمة النقض بعد حملة ضغط أمريكية.
الدكتور سعد الدين إبراهيم يحمل الجنسية الأمريكية، ويتعامل مع أمريكا وقطر وغيرهما قبل ويكيليكس وبعدها.
وما ينطبق على الدكتور سعد ينطبق على أيمن نور وغيرهما بدرجات مختلفة.
ومع هذا فإن ويكيليكس تشغل البعض أكثر من الحقيقة، ويتساءل جمال على ردًا على ما كتبته: «سيبك من ويكيليكس.. من أين يأتى المحظوظون ممن يسمون أنفسهم إعلاميين أو نشطاء حقوقيين أو سياسيين بهذه الأموال؟». ويقول أسامة الأبشيهى: «إن التقرير نشرته عدة صحف وقرأته بالعربية والإنجليزية»، أما شادية فكتبت: «إذا كان همه اعترفوا... المسألة مش تمويل بس، فى حاجة اسمها نفوذ، وأمريكا لما تتمكن من مصر مش هتنسى اللى ساعدوها»، أما أحمد على إبراهيم فيقول: «هذه التسريبات من وكالة أنباء شهد شاهد من أهلهم»
ونقول، نعم هناك سياسيون ونشطاء ليست لهم وظائف واضحة، يرى البعض أنهم أثروا بلا سبب، والبعض تتجاوز ثروته حجم جهوده وعمله، ولدينا «أثرياء الثورة»، وهم مثل أثرياء الحرب، وهؤلاء معروفون ولا يحتاجون إلى ويكيليكس، والمفارقة أن هؤلاء المعروفين بعلاقاتهم القوية بأمريكا لم يرد لهم ذكر فى ويكيليكس، ونظن- حسبما هو معروف- أن أجهزة التخابر تحرص على حماية عملائها.
ونعود للقول إن ويكيليكس لا تقول كل شىء، والبعض يوظفها للإساءة لخصومه، ويتجاهلها مع أصدقائه، وهو ما يسمى «الازدواجية التمويلية».