أكرم القصاص

دين مصر.. وأنت طيب

السبت، 07 يناير 2012 07:43 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كل مرة نفكر فى استدعاء قصص للتأكيد على أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين طبيعية، نقدم دليلا جديدا على أننا نشعر بشروخ فى هذه العلاقة.

لم نكن نفكر فى الخروج لحماية الكنائس لأننا لم نتصور أن هناك تهديدا للكنيسة أو المسجد، نعرف أن لكل منا ديانته التى تختلف عن الآخر، اختلافا لا يعنى التفرقة بين البشر. كان الواحد يأكل طعامه فى منزل مسيحى أو مسلم دون أن ينتابه شعور بالحساسية أو الخوف. وأن يقول أحمد لحبيب أنت مابتروحش الكنيسة ليه أنت كافر؟. فيرد: طيب ما انت مصلتش الجمعة اللى فاتت ليه يا فالح. نتبادل النكات التى تسخر من مسيحى أو مسلم من دون أن نشعر بحساسية. يلقى الواحد نكتة عن مسيحى أو مسلم فيضحك الاثنان بقلب صاف من دون أن يخاف اتهامه بالطائفية، نكات تضحك ولا تجرح. تتخانق مع جارك تضربه أو يضربك دون أن تعملا أى حسابات للفهم الخاطئ واختلاف العقيدة. يتشاجر بولس مع محمد فيحكم والد أحدهما ويعاقب المخطئ من دون أن يخشى من الاتهام بالتفرقة. يبكى بولس على صديقه محمد أو أيمن أكثر مما يبكى أصدقاؤه المسلمون، ويبكى أيمن على سمعان أكثر مما يبكيه أهله. والذكريات فى السراء والضراء والمشاجرات المشتركة والخلافات حول أولوية المرور، ولعب العيال وحقوق الجيرة من دون نظر إلى العقيدة وإنما إلى البشر بتناقضاتهم وغضبهم وفرحهم وأنانيتهم وطيبتهم.

هو دين مصر الذى كان ولازال، نستعيده عندما نكف عن اتخاذ مواقف مجاملة فيها مبالغة من أجل إظهار الود الزائف، والاعتذار عن تعصب يبحث عن نصوص مهجورة، العلاقة الطبيعية هى التى تشعر المرء بالخجل من قراءة أو مطالعة كلام يناقش مدى صحة تهنئة المسيحيين بأعياد الميلاد، وشعور بالعار لمجرد أن هناك من يشغل نفسه بمثل هذه المسائل التى لا يمكن أن تتطرق إلى عقل طبيعى. أما العقل «الهايف» فهو يخوض بجدية فى قضايا بلا قيمة. وستجد لديهم الكثير من القضايا التافهة يضعونها فى مقدمة اهتماماتهم.

لم نكن ننشغل بمناقشة صحة الموالد ولا شم النسيم وموالد الأولياء ومولد العذراء. احتفالات تمنح السعادة نمارسها ببراءة، وبساطة. ولا نفتش عن مواقف نبرهن بها على خطأ التعصب والمتعصبين.

هذه هى الحياة الطبيعية للمصريين الذين اتخذ الإسلام والمسيحية فيها طابعا يخص المصريين، لا يمكن فصل العقيدة عن الثقافة والتاريخ والحضارة. ولا يمكن أن نستورد عداء جافا ، والإيمان لا يمكن فصله عن طبائع البشر. سنكون طبيعيين.

عندما نتعايش ونعرف أن اختلاف المعتقدات لله وحده. ولا نكون فى حاجة للتفتيش فى ذكرياتنا للبحث عن قصة تثبت حميمية العلاقة. ولا حساسية ونحن نختلف ونتشاجر كبشر وليس كمشجعى عقائد. أعياد ميلاد سعيدة وكل عام وأنتم جميعا بخير.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة