تنتهى الانتخابات البرلمانية بعد أيام، لكن الجدل سيتواصل حول نتائجها، وبقدر ما نؤكد على أنها كانت بالفعل عرسًا ديمقراطيّا، بعد أن وجد الناخبون أنفسهم يعطون أصواتهم دون إرهاب من أجهزة الدولة، ودون مطاردات أمنية، ودون أن يتم تسويد البطاقات لهم بالرغم من عدم ذهابهم إلى لجان الانتخابات، بقدر كل هذه الإيجابيات، إلا أن هناك سلبيات كانت حاضرة بقوة ولا يجب إغفالها، وسأختار منها قضية واحدة..
كانت المرأة حاضرة بقوة فى التصويت، وبلغ حجم حضورها حدّا مرجحًا لقوائم حزبية ومرشحين بالنظام الفردى، وشاركت المرأة المتعلمة وغير المتعلمة، وفى المدن وفى الريف، وبقدر ما أجملت هذه المشاركة عن تكوين مشهد مفرح، بقدر ما حملت أيضًا مآسى يجب ألاّ نتجاهلها، وأتحدث عن ذلك من موقع لا يقتصر على مجرد وضعى صوتى فى صندوق الانتخابات، وإنما من المشاركة بفاعلية فى عموم العملية الانتخابية فى الدائرة الأولى بمحافظة القليوبية، وهى دائرة متسعة، أغلبها من القرى.
أما المأساة فتتمثل فى ذهاب عدد كبير من الناخبات غير المتعلمات إلى اللجان دون معرفة حقيقية بالمرشحين، ودون معرفة بكيفية التصويت، وأدى فقدان هذه المعرفة إلى سباق محموم بين أنصار ومندوبى المرشحين المتنافسين، وتم فيها استخدام وسائل مختلفة، ليس من بينها تبصير وتوعية الناخبة ثم تركها لتضع صوتها بحرية، وإنما باستلامها قبل أن تدخل إلى مقر اللجنة الانتخابية، وإخضاعها لعملية غسل مخ، والإلحاح عليها وتلقينها رمز قائمة ورمز مرشح، فتضع صوتها تحت هذا التأثير، وتكون الحصيلة أصواتًا فى الصناديق ترجح قائمة على أخرى، أو مرشحًا على آخر.
أقول ذلك وأسلم بأن هذه بيئتنا، وأن الناخبة التى أتحدث عنها حالتها هى حالة أختى وأمى، وأن الأمية التى عليها ليست مسؤوليتها، وإنما مسؤولية مجتمع تمادى فى ظلمها، وبالرغم من كل ذلك فإن حدود مشاركتها فى العملية الديمقراطية والانتخابات جزء منها، واجب لا تراجع عنه مهما كانت الظروف، لكن إذا كانت الأحزاب صادقة الرغبة فى حياة ديمقراطية سليمة، وكذلك جماعات المجتمع المدنى، فعليهم وضع الوسائل الجادة التى تعالج هذا القصور الخطير، الذى يؤدى إلى نجاح نواب لا يستحقون، وحرمان آخرين يستحقون.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Ahmed
كل سنة و أنت طيب
عدد الردود 0
بواسطة:
said
هل هناك جهلة في الزمالك ومدينة نصر
عدد الردود 0
بواسطة:
مسلم غير حزبي
لاتعليق
عدد الردود 0
بواسطة:
د/ عبدالعليم الزقطة
بل الزائف أنت
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالغني جاب الله
لكاتب المقال
عدد الردود 0
بواسطة:
ZAKEER
الأمية السياسية
عدد الردود 0
بواسطة:
بسام عبدالله
و يستمر مسلسل التدليس
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
عنوان المقال غير مناسب
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدى عوض الله
انت ثم نحن سبب المشكلة
عدد الردود 0
بواسطة:
د أيمن غازي
كفى استهزاءا باختيارات الشعب