لك الحق أن تفخر، أى نعم والله، تفخر، فقد أضيف لمعالم مصر الشامخة معلم جديد، سيبقى شاهدًا على ما فعله المجلس العسكرى بالبلاد رغم كيد الكيادين الوحشين الغاضبين بتوع التحرير، رقم قياسى جديد أضيف إلى أرقام المجلس العسكرى سيسجله التاريخ بجانب أطول سارى علم فى العالم الذى تكلف 20 مليون جنيه وتم تدشينه يوم ميلاد المشير كمصادفة سعيدة أبى الدهر «الوحش برضه» أن يتمم سعدها وبخل على العلم بالرفرفة، لكن دعك من هذا الرقم القياسى المضروب، وخلينا فى الإنجاز الجديد، فبقدرة قادر أصبحت القاهرة أول عاصمة فى العالم يظهر فيها سلسلة جبال فى عشرة أشهر، ومعروف علميّا أن سلاسل الجبال تحتاج إلى ملايين السنين والعديد من الزلازل والبراكين لتتكون، لكن ها نحن نبهر العالم مرة أخرى ونصنع التاريخ كالعادة ونكون سلسلة جبال احتار العالم فى وصفها وتسميتها، لكنى أقترح أن نطلق عليها اسم سلاسل جبال «الزبالايا» أسوة بأشهر سلسلة جبال فى العالم المسماة بـ «الهمالايا».
تعجب العالم كله وقال: يا ولاد الإيه يا مصريين، عملتوها إزاى دى؟ ولكى لا يسخر منها أحد، سنعقد مؤتمرًا صحفيّا عالميّا على أن يقدمه سيادة اللواء عادل عمارة، ويأتى بأطفال ليقولوا لنا كيف ساهموا فى هذا العمل البطولى، وبتمويل مصرى، وليدحضوا مزاعم الناس الوحشة التى تقول إن هذه الجبال ليست إلا زبالة متجمعة كست الشوارع وضيقت الطرق، وأصابتنا بالأمراض، لا، كلا، أبدًا، حاشانا، لا مؤاخذة، ميحكمش، ليست هذه زبالة البتة، فهى سلسلة جبال سياحية نادرة، طلعت لنا فجأة، مثل الكنز، لتزيد قدرتنا التنافسية فى مجال السياحة المرضية.
لو كنت مكان المجلس العسكرى لشجعت السياحة بهذه السلاسل المعجزة، ولصممت إعلانات تغزو العالم كله لتبشر بهذه المنة، فيا عزيزى السائح، ويا عزيزتى السائحة، ندعوكم لرؤية أحدث سلاسل جبال فى العالم، طولها ما يقرب من 2 كيلومتر، ممتدة من أواخر الشرابية وتمر على الزاوية الحمراء، وتصل إلى مشارف شارع الكابلات بالمطرية، وتجد لها توابع عديدة ببقية أحياء القاهرة، لا تجعل أحدًا يوسوس إليك ويقول لك إنها زبالة، أو أن الانفلات الأمنى تسبب فى وجودها، ولا أن العمال يكسلون عن إلقاء مخلفات البناء خارج العاصمة، ولا تقل أبدًا إن الداخلية تكذب فى ادعائها بأنها قضت على الانفلات الأمنى، وإياك أن تتخيل أن القضاء على الجبال سهل بمجرد تعقب من يلقيها وحبسه وتغريمه كما ينص القانون، فقط كن على يقين بأنها معالم سياحية، سيلتقط لها التاريخ صورة مكتوبًا عليها بالبنط العريض: يسقط يسقط حكم العسكر.