إبراهيم عبد المجيد

زيارة مجنونة

الإثنين، 09 يناير 2012 06:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فجأة وجدت فى نفسى رغبة شديدة جدا لزيارة الإسكندرية.. مدينتى التى لم أغب عنها أبدا، رغم وجودى فى القاهرة منذ عام 1974.. كنت أعرف أن هناك فيلما تسجيليا للمخرج الألمانى الشاب نيكولاس فلسا بعنوان الفن ثورة، سيتم عرضه فى أتيليه الإسكندرية، ووعدت المخرج الشاب الذى حدثنى من قبل بأننى سأحضر.. لكن ذلك لم يكن السبب فى رغبتى الشديدة للذهاب.. كان هناك أكثر من صديق قديم مريض قررت أن أزورهم. لكن ذلك لم يكن أيضا السبب الوحيد لهذه الرغبة ولا هذا الشغف، كنت أتابع الشتاء هناك وكانت هناك أمطار غزيرة تهطل على المدينة، أمطار نوة الميلاد ونوة الغطاس.. وكنت فى حاجة إلى أن أغسل روحى بشتاء المدينة، التى عاد إليها المطر منتظما منذ عامين، بعد أن تباعدت المسافات الزمنية.. وكنت فى حاجة إلى أن أرى قوس قزح، الذى يملأ أفق المدينة فى الصباح الباكر، بعد ليلة ممطرة تصعد بعدها الشمس الحانية إلى قمة الفضاء.. قررت أن أسافر مبكرا يوما عن موعد الندوة، أخذت قطار الساعة الثالثة يوم الخميس، الذى من المفترض أن يصل فى الخامسة والنصف، لكن حدثت أشياء عجيبة، ليس أولها أن الطريق مقطوع ولا آخرها أن القطار أخذ طريقا غريبا، إذ عاد بنا إلى محطة رمسيس بعد انطلاقه، ثم أخذ طريقه بالخلف إلى إمبابة، ومن إمبابة أخذ طريقه إلى القناطر، مرورا بقرى مثل برطس وصولا، يلى ذلك محافظة المنوفية ثم البحيرة، دون أن يخبرنا أحد بذلك كأننا مخطوفين. باختصار وصلنا فى الثامنة والربع ولن أزيد فى تفاصيل ما جرى ولا ما فعلته السكة الحديد، لأن ذلك كتبته البوابات الإلكترونية وتحدثت فيه أنا إلى محطة الأون تى فى.. الذى يهمنى، أننى وصلت إلى الإسكندرية والتقيت مع الفنان التشكيلى الكبير مصطفى عبدالوهاب، والمؤرخ الموسيقى الرائع حسام زكريا وسهرنا وتكلمنا عن كل شىء، وضحكنا كما تعودنا، وفى الصباح أمضيت يوما أوله غريب، إذ وجدت نفسى أزور المقابر المسيحية فى الشاطبى، مقابر الروم الكاثوليك واللاتين واليونانيين والأرثوذكس، أما السبب المجنون فكان أن أقف على قبور بعض عظماء الإسكندرية فى التاريخ من الشعراء والكتاب والمهندسين، تماما كما أحب أن أتردد على مساجد أقطاب الصوفية فى المدينة. الحقيقة كنت أريد أن أطل على الشاعر العظيم كفافيس الذى يطاردنى شعره أينما ذهبت، ولم أكتف بذلك، «خير اللهم اجعله خير».. قابلنى عدد من الشباب الأدباء مثل، ماهر شريف القصاص الباهر وحمدى زيدان الشاعر الجميل وسمر جير كاتبة القصة القصيرة والصديقة عفاف النجار المثقفة المحترمة وصديق دراستى الكاتب المثقف عبدالعزيز السباعى، وذهبنا جميعا إلى أتيليه القاهرة لنلتقى بالطببب العالم الأديب محمد رفيق والدكتورة ليلى عجاج وأدباء ممتازين مثل، مصطفى زكى وأدباء نادى الأدب بالأتيليه ورأينا جميعا الفيلم، الفن ثورة، الذى كان لقاءات ممتازة مع كثير من الفنانين فى ميادين الثورة من أكثر من جيل. ولما سألنى أحد الأصدقاء، ما الذى جعلك تزور المقابر القبطية اليوم؟ قلت له لا أعرف غير أننى أردت أن أقف أمام مقبرة كفافيس الذى زرت متحفه كثيرا.. وقلت له ربما أردت أن أرى كثيرا من صناع تاريخ المدينة القديم والحديث الذى اختفى فى سحابة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة