السيدة فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولى هى نجمة شهر يناير بالتأكيد على الأقل حتى الآن، وذلك بسبب الهجمة التى تلقتها بعض جمعيات حقوق الإنسان، والتى تردد أنها كانت وراءها بدليل بعض من تصريحاتها السابقة عن مثل هذه الجمعيات وعن التمويل الأجنبى لها.
السيدة الوزيرة فايزة أبوالنجا حظيت بالنجومية لأن البعض رأى فيها قوة وشجاعة لفضح الممولين الساعين من وجة نظرهم لخراب مصر، والبعض الآخر رأى فيها نكبة على مصر وعلى حقوق الإنسان التى تنتهك ليل نهار، وقد لا تجد متطوعا للدفاع عنها بعد تشميع أغلب مكاتبها وتلويث سمعة كل من يقترب منها.
ورغم أننى لست فى معرض الجدال حول مثل هذه الجمعيات الأهلية وما لها وما عليها فإننى أقف متسائلة عن الخيار والفاقوس حول هذا الأمر الذى يحوى كثيرا من اللغط حول تمويل جماعة الإخوان وجمعيات سلفية، ورغم ذلك لم يقترب منها أحد بالسؤال أو الاستفسار، بل حين طرحت مثل هذه التساؤلات على بعض المسؤولين صرحوا، لا فض فوهم، بأن الدور سيشمل الجميع، وأن هناك كبسات شرطية قادمة على جمعيات أخرى... يا سلام يا سلام، وكأنهم يعطون إشارات لآخرين بأنهم فى الطريق وينذرونهم فيبدو الأمر وكأن المسؤول هنا ناضورجى لجماعات بعينها تقول لها لمى أوراقك ورتبى مكاتبك وإخفى ما تريدين قبل أن نكبس عليك... يا سلام يا سلام... وللحق فإن قضية التمويل فى مصر، سواء للحكومة أو لبعض الجمعيات الأهلية قصة طويلة تحتاج قبل نقاشها إلى شفافية من الدولة قبل الأفراد، ولكن بما أن الشفافية حاجة كده زى العنقاء والخل الوفى إذن لنرجئ الحديث فيها حتى تتوفر لنا أى من المستحيلات.
ولكن ما لا أستطيع أن أرجئ الحديث عنه هو السيدة الوزيرة فايزة أبوالنجا التى أراها ظاهرة كونية مصرية مع كامل احترامى لها ولمسيرتها المهنية التى بدأت 1975 كعضو فى البعثة الدائمة لمصر فى الأمم المتحدة فى لجنتى نزع السلاح ولجنة الحقوق الاجتماعية وحقوق الإنسان وطبعا هذا من المصادفات المثيرة، وفى عام 1987 كانت فايزة أبوالنجا عضوا فى لجنة الدفاع عن طابا برئاسة د. نبيل العربى، ثم تم اختيارها كمستشار خاص للدكتور بطرس بطرس غالى، وهو أمين عام الأمم المتحدة.
وعادت فايزة أبوالنجا إلى مصر كنائب وزير الخارجية للعلاقات الأفريقية من عام 1996 إلى 1999، ثم بدأت مسيرتها كوزيرة للتعاون الدولى منذ عام 2001 وظلت على رأس هذه الوزارة رغم تعاقب خمس حكومات، وأخيرا حظيت بعضوية مجلس الشعب فى انتخابات 2010 التى نعرف جميعا حكايتها.
وقامت الثورة وظلت الوزيرة فايزة أبوالنجا وكأنها المرأة التى غلبت الشيطان لا تتأثر بتاريخ لصيق لنظام ثار عليه الشعب، أو بجغرافيا وضعها فى الحزب المهدوم نائبة عنه فى انتخابات مزورة.
وقد تكون مؤهلات السيدة أبوالنجا بالفعل مؤهلات جيدة، ولكن هل عقمت مصر حتى لا يكون هناك أحد لوزارة التعاون الدولى إلا هذه السيدة التى تمرغت فى نظام مبارك حتى ثمالة المجلس التشريعى المزور!.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة