فى نفس ذلك المكان، كتبت مقالا بعنوان «خطأ النقيب فى زيارة المرشد» وطرحت بعض الأسئلة التى تبدو منطقية بالنسبة لى ولغيرى من المتابعين أو العاملين فى الوسط السينمائى، حول موقف مجلس النقابة من تلك الزيارة، وتساءلت: هل ذهاب النقيب أشرف عبدالغفور إلى مقر المرشد العام تم بعلم مجلس النقابة، وفنانى مصر الذين يمثلهم النقيب!، ويبدو أن تساؤلاتى هذه لم تعجب الكثيرين من أصحاب الانتماءات الإسلامية، أو المحسوبين على الإخوان المسلمين، حيث أرسل بعضهم تعليقات تحمل تجريحا، دون مناقشة الفكرة الرئيسية أو الالتفات لمنطق هذه التساؤلات وضروراتها، وفى كل الأحوال أشكرهم على التجريح، لأننى ببساطة عند رأيى، وأرى أن ما قام به سيادة النقيب خطأ لا يغتفر، ويستحق أن تسحب منه الثقة، وأؤكد لكل المختلفين أن الفن ليس من دوره الإصلاح ولم يكن يوما كذلك، فالفن قد يكون دوره تنويريا، ولا يوجد شىء اسمه «فن قيمى» فالفن محترم أو غير محترم، والمعايير العلمية على مدار التاريخ تؤكد أن تقييم الفن يكون بفن جيد أو فن سيئ، ومن يقول إن الفن المصرى كله عرى أو ابتذال يكون بذلك قد خالف الحقيقة، لأن السينما المصرية -وعلى مدار تاريخها- مليئة بالأفلام الجيدة المصنوعة بحرفية عالية والتى باتت من درر الإنتاج فى تاريخ السينما العربية، ورغم كل التعليقات المختلفة معى، فإن تساؤلاتى وجدت صداها عند مجلس النقابة وعدد كبير من السينمائيين المستنيرين، حيث أصدر مجلس نقابة الممثلين بيانا يرفض فيه زيارة النقيب إلى المرشد العام للإخوان محمد بديع، جاء فيه: «انطلاقا من الإيمان الراسخ لنقابتنا بحرية الإبداع والمبدعين وأنه لا وصاية لأحد أو لجماعة أو لفصيل على الإبداع المصرى، وإيمانا منا بحق الجمعية العمومية فى معرفة ومساءلة المجلس المنتخب بشأن زيارة الفنان أشرف عبدالغفور لمكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين تعلن النقابة مجلسا ونقيبا «أن الزيارة كانت استجابة لدعوة شخصية وأنها غير ملزمة للنقابة بأى شىء إجرائى كان أو معنوى، وتؤكد النقابة احترامها وحرصها على التواصل مع جميع أطياف المجتمع المصرى بمختلف تياراته دون تفرقة أو تمييز بما يحقق صالح المهنة والعاملين بها، فالفن من الشعب كله وللشعب كله».
وعن نفسى أنا مع كل كلمة جاءت فى هذا البيان، فلا وصاية لأحد على الإبداع والمبدعين، ولا لتقييم الفن بمعايير أخلاقية حسبما يردد الإخوان وحتى لو كانوا هم أصحاب الأغلبية فى البرلمان المقبل، وكنت أتمنى أن يقدم الإخوان تصورا عن المشاكل الاقتصادية فى مصر، وأن يتركوا الفن لأهل الفن وأصحاب المهنة، وإذا كانوا يرغبون فى تبيض وجوههم وتقديم أنفسهم على أنهم مستنيرون، فليصنعوا هم أفلاما أو فنا على هواهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة