تونس ليست أفضل منا كثيرا، لاتزال تعانى من مشكلات اقتصادية واجتماعية وأمنية، وغضب الأجيال التى شاركت فى الثورة، والتى ترى أنها لم تحقق أهدافها، وحتى بعد إجراء الانتخابات التشريعية، وتشكيل لجنة وضع الدستور، وتولى رئيس مؤقت، تستمر الاعتراضات.
فى تونس بدأت الفكرة بمجلس حكم وانتخابات جاءت لصالح الإسلاميين، مع بعض المعارضين من الليبراليين واليسار، وتولى المرزوقى الرئاسة مؤقتا وتولى حمادى الجبالى أمين عام «حركة النهضة الإسلامية» رئاسة الحكومة الانتقالية، وتشكلت جمعية الدستور. المصريون قالوا إن تونس أفضل منا، وأنهم على الطريق السليم. فى مصر قاربت الانتخابات التشريعية على الانتهاء بأغلبية للإسلاميين، مع بعض اليسار والليبراليين، وتم تشكيل حكومة الجنزورى بعد الاتهامات لحكومة شرف، وفى الصدارة المجلس العسكرى الذى يدير العملية الانتقالية، مع انتقادات للأخطاء وتحديد الأولويات وطريقة معالجة الاعتصامات فى التحرير ومحمد محمود ومجلس الوزراء.
البعض يقول «لسنا تونس» وأن تونس أفضل، لكن الواقع يقول إننا وتونس نواجه تحديات متشابهة، المظاهرات تجتاح البلاد، والانفلات الأمنى مستمر، والفقراء يصرخون، والاقتصاد يعانى.
رئيس الحكومة التونسية الانتقالية حمادى الجبالى أعلن عن إجراءات تقشف فى الميزانية فى محاولة للهرب من الاقتراض الخارجى، ووزير المالية يتحدث عن مناخ اقتصادى، ومعاناة المؤسسات العامة، أساس المورد، من التدهور بسبب الاعتصامات والاضطرابات الاقتصادية. وزير الشؤون الاجتماعية قال إن التوتر الاجتماعى بلغ «ذروته»، فى قفصة «جنوب غرب»، حاول مواطن الانتحار حرقا أمام مقر الولاية. وتدخلت الشرطة لتفريق متظاهرين حاولوا إحراق مديرية الأمن، وبعد يومين أضرم تونسى -50 عاما- النار فى نفسه أمام محافظة بنزرت شمال شرق.. تكرار حالات الانتحار يعيد التذكير بمحمد بوعزيزى الذى كان انتحاره شرارة الثورة التونسية فى ولاية سيدى بوزيد.
الرئيس التونسى منصف المرزوقى، مدد العمل بقانون الطوارئ المفروض للمرة الخامسة منذ 14 يناير 2011، ويعطى وزير الداخلية والمحافظين، صلاحيات استثنائية واسعة مثل.. فرض حظر التجول ومنع الإضرابات والاجتماعات.. وضع الأشخاص تحت الإقامة الجبرية.. ومراقبة الصحافة والمنشورات والبث الإذاعى دون وجوب الحصول على إذن مسبق من القضاء».. تمديد حالة الطوارئ جاء لمواجهة الانفلات الأمنى والاحتجاجات والإضرابات بعدة مناطق فى البلاد.
نقول هذا لنبرهن على أننا وتونس، الانتخابات والدستور، قد لا يكونان نهاية المطاف، الرضا لم يتحقق، نحتاج الكثير من المبادرات والاقتراحات السياسية، وألا نكتفى بالقول: لسنا تونس.. نحن نعانى آلام ولادة نظام جديد، من نظام متسلط.. نحتاج إلى الصبر والإخلاص وليس فقط إلى الغضب.