مئات، بل آلاف من الأخبار تطالعنا صباح مساء، وعادة ما يتلقاها القارئ أو المستمع أو المشاهد بتعليق من نوعية «يا خبر أسود» للتعليق عليها إذا كانت كئيبة حزينة سوداء اللون، وقد يعلق عليها بعبارة «يا خبر أبيض» كنوع من التفاؤل مع قليل من الدهشة، وهناك عبارة ثالثة يتداولها الناس للتعبير عن كثير من الدهشة أو التعجب أو السخرية أو حتى اليأس من خبر سمعوه فيقولون «يا خبر مش باين»، وللحق.. فكثير بل قل، إن كل أخبار مصر تندرج تحت عنوان «يا خبر مش باين»، وطبعاً لن نقول يا خبر أسود لأن اللى سبقونا قالوا بشروا ولا تنفروا، ولأنى من هؤلاء الذين يرفعون لواء البشرى، فقد وضعت عنوان «يا خبر مش باين» بدلاً من يا خبر أسود، وسأطرح عليكم عينة من هذه الأخبار التى تناقلتها وسائل الإعلام صوتاً وصورة وكلمة.
> استقبل وزير الإعلام صلاح عبد المقصود حسين عونى بوصطالى سفير تركيا فى مصر وبحثا سبل التعاون الإعلامى، حيث سيتم استقدام أعمال تركية تعبر عن المجتمع التركى لعرضها حصرياً على التليفزيون المصرى، وقد أبدى الوزير استعداد الإذاعة المصرية للمساعدة فى تطوير المحتوى الإعلامى التركى الذى يبث عبر الإذاعات الموجهة بالتعاون مع المركز الثقافى التركى. انتهى الخبر -اللى مش باين- فوزير الإعلام يلتقى السفير التركى من أجل جلب دراما تركية لمصر، هذا على اعتبار أن مصر لا تعرفها، بدلا من أن يسوق الرجل المسؤول أعمالنا، ويطالب بالمعاملة بالمثل أو يبحث دبلجة بعض الأعمال المصرية المختارة، ويطالب السفير بالمساعدة وضرورة إيجاد قنوات للعرض، فبدلاً من ذلك يتفق على إغراق أكثر للسوق المصرية بالدراما التركية، يا خبر مش باين! المصدر الأهرام والأخبار.
> ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطانى يتعهد لمرسى بتحويل 100 مليون جنيه إسترلينى إلى مصر من الأموال المهربة والمجمدة لرموز الحكم فى عصر مبارك.. يا خبر مش باين.. يا عالم ارحموا هذا الشعب الغلبان الذى راح منذ قيام الثورة، والحديث عن الأموال المهربة، يعيش فى حلم ليلة صيف، ويقسم الغنائم، كل فى عقله، ثم خفت أو ضاع الحلم، ثم إن بريطانيا نفسها لم تجمد أرصدة تصل إلى 100 مليون ولا 100 ألف، ولرد الأموال آليات شديدة التعقيد لم تفعل أى منها الحكومات المتعاقبة منذ الثورة، ولكن يبدو أن هذا من نوعية الأخبار التى كلما لا مؤاخذة اتزنقت حكومة مصر روجتها، ومن العجيب أن ياسر على، المتحدث باسم الرئاسة والذى لا يكف حديثاً ليل نهار، لم ينف هذا الخبر، مما يعنى أن مؤسسة الرئاسة هى التى روجت له، ولكن لأنه خبر مش باين خالص فقد كذبت الحكومة البريطانية على لسان متحدث بأسم الخارجية البريطانية هذا الخبر جملة وتفصيلاً بعد أيام من نشره فى مصر فى جميع الصحف، ويبدو من فرط بيانات الخارجية البريطانية لنفى الأخبار المصرية عن رد الأموال أن كاميرون ليس أمامه إلا أن يحلف بالطلاق وبالثلاثة، أنهم لن يردوا الأموال إلا بأحكام قضائية نهائية.. ياخبر مش باين، المصدر: الجمهورية، الأخبار، اليوم السابع، الشروق، الأهرام، المصرى اليوم.
> مجلة التايم الأمريكية: صعود نجم مرسى وهبوط حاد لنجاد بعد خطابيهما أمام الجمعية العامة.. يا خبر مش باين، فكأنى لم أبرح الأمس الذى كان كلما فتح مبارك فمه فى أى محفل صار حديثه هو الأبرز والأهم والأشمل، وبهذه المناسبة، ولأنى أمة الله التى تجيد الإنجليزية فقد عدت إلى موقع المجلة، باحثة عما نشروه من تعليقات فلم أجد منها شيئاً مما قيل. يا خبر مش باين، متى تحترم صحفنا عقلية القارئ! والمواطن وتقلل من الرسوم والتقارير التعبيرية، كما قال عنها زمان أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام الأسبق فى سياق دفاعه عن تقديم مارك على أوباما فى الصور.. يا نهار مش باين، المصدر: الأهرام.
> رجل الأعمال حسن مالك مسؤول لجنة تواصل، التى تواصل بين رجال الأعمال ومؤسسة الرئاسة، يصرح بأن الاستثمارات ستنهال على مصر قريباً، المصدر: الأهرام، حسن مالك يقرر زيارة مدينة بدر الصناعية لبحث مشكلات المدينة وعرضها على مؤسسة الرئاسة، المصدر: اليوم السابع.. يا خبر مش باين، أو قد يكون باين، فقد صار فجأة حسن مالك رجل الأعمال الإخوانى هو الذراع الاقتصادية لمؤسسة الرئاسة كما حزب الحرية والعدالة هو ذراع الإخوان السياسية، فالرجل كما تقول الأخبار يتصرف وكأنه بالفعل كذلك ودون مواربة، ونحن شعب ما زال مصابا بفيروس وتوابع علاقة رجال الأعمال بمؤسسات الحكم، خاصة الرئاسة، ورغم هذا، عادى إن حسن مالِك يصرح أو حسن مالِك يزور أو حسن مالِك… وأنت مالَك، فهل نحن على أعتاب خلق أكثر من أحمد عز جديد!.. يا خبر مش باين!
> هذا الخبر مصدره كل الصحف وبرامج التليفزيون ومواقع التواصل الاجتماعى: زلزال يهز حزب النور السلفى، وإقالة بكار وعماد عبد الغفور وحالة تلاسن واتهامات بين كثير من القيادات السلفية التى صارت نجوماً فى الآونة الأخيرة.. يا خبر مش باين! فيما سبق الثورة كان أى انقسام فى أى حزب، وهو المعتاد، يتم إرجاعه لأفعال أمن الدولة التى كانت تهوى زعزعة قوة أى حزب، طب ماشى الكلام ده قبل الثورة، لكن ماذا عن هذا الأسفين بين قيادات السلفية، هل هذا من فعل أمن الدولة أم سيقولون أنه من فعل الفلول؟ لا أحد على الإطلاق، وهو ينقل الخبر أو يعلق عليه، قال إن الآفة فينا مش فى حبايبنا بتوع أمن الدولة، المشكلة فى المصرى الذى لم يعتد أى عمل جماعى والفردية متأصلة فيه، فدائماً البدايات المصرية جيدة، ولكنها مقطوعة النفس حتى قبل منتصف الطريق، حزب النور صار مظلماً ليس بفعل فاعل ولكن بيد أهله.. يا خبر مش باين!