المقصود هنا ليس هو السيد الرئيس الدكتور «محمد مرسى» بالطبع، فليس للرجل منى إلا كل احترام لشخصه المحترم، لكن ما حدث هو أن «أحمد» أصغر أبنائى كان منذ عدة سنوات فى السنة الأولى الثانوية وشاءت الصدفة أن يستمع لحديث تليفزيونى للرئيس السابق باللغة الإنجليزية وكاد «أحمد» أن يسقط على الأرض من الضحك وهو يشير بإصبعه على شاشة التليفزيون وهو يردد هذه الجملة «إنجليزى دا يا مرسى»، ومرت الأعوام وأصبح «أحمد» صحفيا ومترجما وشاهدته يتابع الرئيس «مرسى» فى زيارته للولايات المتحدة حيث كان يجلس مع الرئيس الأمريكى السابق «بيل كلنتون» فتذكرت شكل «أحمد» ابنى وهو صغير يضحك فى سخرية من طريقة نطق الذليل المخلوع لكلمات اللغة الإنجليزية، فأحببت أن أداعبه فأردت أن أذكره بما كان يسخر به فقلت: «إنجليزى دا يا مرسى» فلم يضحك «أحمد» هذه المرة وقال: «لا يا حاج.. دى غير دى»، نعم.. كانت هذه المرة الأولى فى حياتى بعد وفاة «جمال عبد الناصر» التى أرى فيها رئيس مصر يجلس مع رئيس أمريكا دون أن أشعر بالعار أو الدونية، وتذكرت مقال «عبدالحليم قنديل» الذى صرخ فيه فى وجه الذليل المخلوع عندما وضع عنوانا لمقاله «أشعر بالعار أنك رئيسى» نعم.. كنت أشعر بالعار لأنه رئيسى وكنت كلما رأيته يجلس مع أى رئيس أمريكى أشعر أنه هو نفسه يتملكه إحساس بالدونية فى مواجهة الرئيس الأمريكى، وكنت أشعر بنفس الشعور مع الرئيس الأسبق «المقتول» فلم يكن «المقتول» أو «المخلوع» يفارق أيا منهما الإحساس بالدونية فى أى لقاء لأيهما مع الرئيس الأمريكى، نعم.. عندما رأيت الرئيس «مرسى» يجلس مع «كلينتون» لم تخالجنى لحظة واحدة فكرة أن الرئيس «مرسى» يشعر بالدونية فى جلسته مع الرئيس الأمريكى الأسبق، فكيف يمكن للرئيس «مرسى» أن يشعر بالدونية فى مواجهة الرئيس «كلينتون»؟ نعم كان «كلينتون» من أعظم الرؤساء الذين حكموا أمريكا فعند تركه الرئاسة كان هناك فائض بالميزانية قدره 559 مليار دولار، وعند مغادرته للرئاسة كان يحظى بنسبة تأييد بلغت %65، وهى النسبة الأعلى من أى رئيس أمريكى بعد الحرب العالمية الثانية، وهو صاحب كتاب مهم جدا فى المجتمع الأمريكى «كيف لكل واحد منا أن يغير العالم «Giving: How Each of Us Can Change The World» فإذا كان كلينتون درس القانون فى جامعة «ييل»، وما أدراك ما جامعة «ييل» فهى جامعة خاصة عريقة بولاية «كنتيكت»، ويعتبرها الأمريكيون ثالث أقدم جامعة للتعليم العالى فى أمريكا، وهى عضو مهم جدا فى رابطة اللبلاب «Ivy League» لأعرق جامعات أمريكا. وينفق عليها وقف يقدر بـ22.8 مليار دولار يتبرع به خريجوها، ويعمل بها 19 حائزا على جائزة نوبل، وتتكون من 12 كلية، فإن الرئيس مرسى هو أول رئيس مصرى منتخب فى تاريخ مصر، وهو حاصل على الماجستير والدكتوراه فى «حماية محركات مركبات الفضاء» من جامعة جنوب كاليفورنيا، وما أدراك ما جامعة جنوب كاليفورنيا، فهى جامعة بحثية أمريكية خاصة عريقة، فى مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، وهى الأولى فى أمريكا من حيث عدد الطلاب الأجانب - غير الأمريكيين - الملتحقين بها، حيث ينتمون لأكثر من 112 دولة، وهى بالتأكيد غير الجامعة الأمريكية الوهمية التى حصل منها - أو حتى لم يحصل منها - «الدكتور» توفيق عكاشة على «الدكتوراه الخرافية المهلبية» التى صدع رؤوسنا افتراء وكذبا بحصوله عليها، بالتأكيد لم يكن الرئيس «مرسى» يشعر بالدونية فى جلسته مع الرئيس الأمريكى مثلما كان يشعر بالدونية كل من «القتيل» و«المخلوع»، وكم استسخفت ما نشره بعض السخفاء فى مصر عن الرئيس مرسى خلال لقائه بوزيرة الخارجية الأسترالية «جوليا جيلارد»، فالخلاف مع السيد الرئيس أو حتى جماعة الإخوان المسلمين يجب ألا يكون ممجوجا أو بهذه الدرجة من التدنى لأن مثل هذه الطريقة فى المعارضة هى مجرد طريقة رخيصة ومبتذلة وتعكس فى فجاجة عجزا عن تناول الأمر بجدية وهروبا من مواجهة السيد الرئيس مواجهة حقيقية بأمور حقيقية جديرة بمعارضة الرئيس مرسى مثل تبرئة الرئيس للمجلس العسكرى من تهمة قتل الثوار وتصريحاته للجالية المصرية فى أمريكا التى أكد فيها أن القوات المسلحة حمت الثورة لأنها لم تضرب الثوار، كما لو كان من واجب القوات المسلحة ضرب الثوار ولاشك أن السيد الرئيس يعرف أن القوات المسلحة لم يكن بمقدورها أن تحمل عار ضرب الثوار، وأذكر أنه فى يوم القتل المعروف بـ«موقعة الجمل» وبعد غروب الشمس بدأ ضرب النار فى الثوار من فوق كوبرى أكتوبر بالقرب من ميدان عبدالمنعم رياض وكان الشباب يحملوننى وأهتف «بلغوه وقولوله.. ارحل ارحل يا خسيس..
أنت خلاص ما بقيتش رئيس»، وعندما أردت أن أستريح بالقرب من سور المتحف اقترب منى ضابط جيش برتبة عقيد كان يقف بجوار دبابته وهو يبتسم لى فى مودة مبديا إعجابه بالهتاف وتحدثنا بضع كلمات فيما كان بعض طلقات الرصاص تنطلق من فوق كوبرى أكتوبر واقترب منا الرئيس مرسى «لم يكن قد أصبح الرئيس طبعا كما أنه لم يكن بلحية» وكان يرتدى بدلة كاملة لونها أقرب للون البنى وكرافتة وقال للضابط: «لماذا لا تطلق الرصاص على من يطلقون الرصاص على شباب الثورة؟» فسارعت أنا بمعارضته، محذرا الضابط من إطلاق الرصاص لأن ثورتنا ثورة سلمية، وهنا قال الدكتور مرسى: «إذن أطلق الرصاص فى الهواء لإخافة القتلة»، فقال الضابط بالحرف الواحد للدكتور مرسى: «والله لو ضربت طلقة واحدة ها نتغربل كلنا إحنا وانتوا فى الميدان» ولم يقل من الذى كان سوف يغربل الجميع قتلا فى ميدان التحرير، المجلس العسكرى لم يحم الثورة يا سيادة الرئيس، ومسألة الخروج الآمن وتبرئتهم من قتل الثوار فى ماسبيرو والعباسية يجب التحقيق فيها بكل دقة وعدالة وإحساس بالمسؤولية، هذا كلام واضح باللغة العربية التى يجيدها وليس بالإنجليزية التى يجيدها أيضا الدكتور مرسى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة