محمد الدسوقى رشدى

وفيها إيه لما ياخدوا براءة!

الجمعة، 12 أكتوبر 2012 07:30 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تخيلها هكذا...
أحد أكبر نجوم هوليود على منصة حفل الأوسكار يقرأ قرار الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون قائلا: «أما جائزة الأوسكار لأفضل أداء تمثيلى لمشاهد الصدمة الاندهاش، فتذهب إلى المواطن المصرى أو أهل السياسة فى القاهرة».. ثم تصفيق حاد، وقهقهات بلهاء على أنغام المصريين أهمه.. حيوية وعزم وهمة..
آسف ياعزيزى.. ولكن أرجوك لا تتعامل مع الأمر وكأنه سخرية أو استهزاء من مصريتك، فأنا لا أستثنى نفسى مما تحمله السطور السابقة أيا كان مسماه «شفقة أو سخرية أو استهزاء»..
«بالبلدى كده».. وبدون لف ودوران، هذا مايستحقه مواطنون اعتادوا أن يضحكوا على أنفسهم، ويحملونها آمال النوايا الحسنة التى لم يثبت التاريخ أنها لم تصنع يوما ما أوطانا، وتلك أزمة ثورة 25 يناير، أنها سقطت فى بحر الإيمان بالنوايا الحسنة والأحلام، وارتوت منه حتى أصابها السكر وغابت عن الوعى..
أتحدث عن صدمتك ياعزيزى من قرار المحكمة ببراءة المتهمين فى قضية موقعة الجمل، عن اندهاشك من القرار، وعودتك للبكاء على الشهداء والمصابين وأهاليهم، طبعا قبل أى شىء، دعنى أقدم لك تحية على أدائك التمثيلى البارع، وقدرتك على اتقان دور المصدوم والمندهش من القرارات الخاصة بمحاكمات رموز نظام مبارك، وعدم وجود متهم واحد واضح بقتل المتظاهرين فى أيام ثورة 25 يناير، وكأن الثورة كلها كانت حلما، وشهداؤها أرواح صنعها الفوتوشوب..
أقول تمثيل.. لأن تمثيلك دور المصدوم والمندهش أهون بكثير من كون الأمر حقيقيا، لأنك لو مصدوم بجد، فلابد أن تدفع رأسك نحو أقرب حائط حتى تفوق من غفوتك..
مصدوم إيه؟!! هل تشعر بالصدمة من براءة موقعة الجمل؟، وأين كنت وكل ضباط الداخلية يحصلون على براءة من قتل المتظاهرين فى المحافظات المختلفة؟، وأين كنت وهم يحاكمون مبارك على سرقة 3 فيلات، تاركين كوارثه فى إفساد ماضى الوطن ومستقبله؟، وأين كنت وهم يتعاملون مع أهالى الشهداء ومع المصابين، وكأنهم شحاتون وطالبو إحسان؟، وأين كنت وعشرات الجثث التى طحن جلدها فى لحمها فى عظمها أمام ماسبيرو، لم يجدوا لها متهما واحدا بتنفيذ الجريمة، ولم يفتحوا لها أى أبواب تحقيق؟..
هل تشعر بالصدمة حقا؟!.. ألم تزُرك الصدمة ومصر كلها لا تعرف حتى الآن من الذى قتل جنودنا على الحدود؟، ولا أحد يعرف من قتل 22 جندى أمن مركزى غلبان فى سيناء؟، أو لماذا لم يطلب الرئيس تحقيقا موسعا فى فشل العملية نسر، أو فى قضية مقتل جنود الأمن المركزى بسبب الإهمال؟
عزيزى المصدوم من براءة المتهمين فى موقعة الجمل.. كف عن التمثيل، لأنك حتى هذه اللحظة لم تثبت رجولتك بالقصاص لأحمد بسيونى، وكريم بنونة، وباقى الذين استشهدوا فى جمعة الغضب؟، وأرجوك لا تتمادى فى أداء دور المندهش، لأن كل الأحزاب والمرشحين الذين وعدوك بالقصاص للشهداء، ضحكوا عليك بدل المرة ألف، وتملصوا من وعودهم باسم الدين والله تارة، والليبرالية والعدالة تارة أخرى؟
عزيزى المصدوم لا تهتف ضد عائشة عبدالهادى، ومرتضى منصور، وفتحى سرور، وصفوت الشريف، لأنك لا تختلف عنهم كثيرا، فهم وعدوك فى الماضى برغد العيش وأنت ومن يحكمون الآن وعدتم عشرات الأرواح برغد الاطمئنان فى الآخرة بالقصاص لأرواحهم ولم تفعل.. كلنا مجرمون!!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة