سعيد الشحات

حق الشهداء

السبت، 13 أكتوبر 2012 07:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان المشهد واضحا، شهداء يتساقطون، وغارات بـ«الجمال والخيل»، وترقب من رموز حكم مبارك لما ستسفر عنه هذه الموقعة، وخيالهم يذهب إلى أن الثورة فى طريقها للانتهاء، كانت الاستغاثات تنطلق من المرابطين فى ميدان التحرير، وكانت الغارات تتوالى، والحجارة تتساقط من أعلى أسطح العمارات.

كان المشهد بمثابة اللحظة الفارقة فى تاريخ ثورة 25 يناير، الصمود أنهى أمل بقاء نظام مبارك، وأمد الثورة بزاد جديد، فى الوقت الذى كان فيه رجل مثل أنس الفقى يقول فى أحاديثه الخاصة: «إحنا لسه مخلصناش صندوق ذخيرة»، الصمود أدى إلى نجاح أول حلقات الثورة، المتمثلة فى سقوط مبارك، الصمود فتح الأمل فى غد جديد على مصر، الصمود كان يعنى شمس الحرية، الصمود كان يعنى وقف نزيف الفساد الذى نخر كالسوس فى جسد مصر، الصمود كان إنهاء التوريث، الصمود كان يعنى صعود جيل جديد وإنهاء أسطورة الذين يجلسون على كراسيهم ولا يغادرونها، الصمود كان يعنى الأمل فى «مصر الجديدة» التى جرى استنزافها، وتراجعها فى كل الميادين وأفول نجمها بين دول المنطقة، الصمود كان يعنى مصر «العفية» التى تأتى بالتمسك براية الاستقلال الوطنى، الصمود كان يعنى الوطنية المصرية الجامعة التى تمزقت بفعل الارتماء فى أحضان أمريكا وإسرائيل، الصمود كان يعنى عدالة اجتماعية بتوزيع عادل للثروة.

كل هذه الآمال ولدت من رحم يوم «موقعة الجمل»، لكن تحقيقها كان مرهونا، بمعرفة هؤلاء الذين شنوا غارتهم الليلية، فأسقطوا شهداء ومصابين وأبكوا أمهات وآباء كانوا يعدون أبناءهم لغد سيأتى لهم، كانوا يعدونهم حتى يصبحوا رأس مال نافعا، كانوا هم رصيدهم فى بنك الحياة التى لا ترحم، وتعلقت الآمال بالقصاص العادل عبر قضائنا العادل، لكن شيئا من هذا لم يحدث، فمن المسؤول؟
البحث عمن ارتكب جريمة موقعة الجمل أصبح كالبحث عن إبرة فى كومة قش، والوصول إلى مرتكبى الجريمة أصبح كالسير بين دروب لا يعرف أحد معالمها، فمن أوصلنا الى ذلك؟ من يجفف دموع الأمهات والآباء، هل سيثقون فى وطن سيكتب رعاته: «أن القضية قيدت ضد مجهول»، وهل سيثقون أننا فى وطن قامت ثورة من أجل نهضته؟ من يعيد حق الشهداء؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة