تحتفل القوات الجوية يوم 14 أكتوبر من كل عام بعيدها، الذى يخلد ذكرى أكبر معركة عسكرية جوية عام 1973 "معركة المنصورة"، التى استمرت لمدة 53 دقيقة، وشاركت فيها أكثر من 150 طائرة مقاتلة، وتمكن خلالها الطيران المصرى من إسقاط 18 طائرة للعدو الإسرائيلى، بعدما أغارت على منطقة الدلتا، وحاولت استهداف القواعد الجوية هناك وتدميرها.
من جانبه أكد اللواء طيار أركان حرب يونس المصرى قائد القوات الجوية أن إمكانيات القوات الجوية كبيرة ومتنوعة، كما تواكب أحدث أنواع الطائرات من مختلف دول العالم، سواء فى طائرات القتال أو النقل، لافتا إلى أن هناك أنظمة متنوعة من الطائرات داخل القوات الجوية.
وأوضح قائد القوات الجوية خلال مؤتمر صحفى مع المحررين العسكريين بمناسبة الاحتفال بعيد القوات الجوية التاسع والثلاثين أن دور الطيران فى العملية "سيناء" التى تستهدف ملاحقة البؤر الإجرامية والعناصر المسلحة تمثل فى الاستطلاع الجوى والمراقبة فقط، ولم يتم استخدام الطيران المقاتل هناك نظرا لقوته التدميرية الهائلة، حفاظا على أرواح المدنيين، ومن أجل ألا يصاب مواطن واحد برىء على أرض مصر، مؤكدا أن الطيران المقاتل مهمته الأولى مواجهة العدو، ولا يمكن استخدامه بأى شكل داخل المدن أو القرى فى سيناء.
وأشار المصرى إلى أن العملية سيناء مسئولية وزارة الداخلية فى الأساس، وتقوم التشكيلات التعبوية فى القوات المسلحة بمعاونتها من خلال استطلاع هذه العناصر، وتطهير سيناء من البؤر الإجرامية، فى إطار سياسة تحترم حقوق الإنسان وتضمن عدم سقوط أبرياء، أو تعرضهم للإصابة لافتا إلى أن الوضع الراهن فى سيناء أخذ حجما أكثر من اللازم على مدار الفترة الماضية.
وقال قائد القوات الجوية إن القوات المسلحة تحرص على، تنويع مصارد السلاح لديها باستمرار من البلاد الشرقية والغربية فهناك طائرات من دول: "أمريكا وفرنسا وإنجلترا وكندا وروسيا والتشيك والصين وألمانيا وأوكرانيا، ولا يتم الاعتماد على أى طائرات تدخل فيها صناعات إسرائيلية، ونحرص على ذلك فى كافة الدول التى نتعاون معها فى هذا المجال، نافيا ما تردد خلال الفترة الأخيرة فى بعض وسائل الإعلام بشأن وجود أجهزة اتصال إسرائيلية على طائرات أف 16.
وبيّن اللواء المصرى أن القوات الجوية تمتلك أحدث الطائرات المقاتلة من طرازات أف 16 والميراج 2000، وطائرات الإنذار المبكر وطائرات ومعدات الاستطلاع الجوى الحديثة والأباتشى الهجومية، وأنواع أخرى مختلفة فى جميع أسلحة الجو، بالإضافة إلى المنظومات الأرضية المتمثلة فى الصيانة والإصلاح والتدريب ومنظومات الحرب الإلكترونية، وتحديث معظم الطائرات بأنظمة ملاحية متطورة يمكنها استقبال المعلومات من منظومة الأقمار الصناعية العالمية لتنفيذ المهام بكل دقة، مؤكدا أن القوات الجوية المصرية بما تمتلكه من خبرة طويلة خلال حروب متعددة وبطولات مجيدة وتدريبات مشتركة، وتحديث مستمر تعتبر أقوى أسلحة الجو بالمنطقة، ولا يمكن الاستهانة بها أو النيل منها.
وأضاف المصرى: "التاريخ العسكرى والحروب التى خاضتها مصر أثبتت أن كفاءة المعدة من كفاءة المقاتل وليس العكس، حيث تفوقت الطائرة ميج 21 فى حرب أكتوبر على الطائرات الفانتوم والكافير، لافتا إلى أن الطيار المصرى على أعلى درجات التفوق والاستعداد القتالى والتدريبى طوال الوقت.
وأكد المصرى أن هناك تنسيقا متكاملا مع قوات الدفاع الجوى على مدار الساعة فى كافة مراكز القيادة على مستوى الجمهورية، حيث يعملان جنبا إلى جنب فى تعاون وثيق لتنفيذ مهمة الدفاع عن سماء مصر ضد أى عدائيات خارجية، ويقومون بدورهما التأمينى والدفاعى على أكمل وجه.
وأشار المصرى إلى أن هناك خططا مستمرة للتدريب والإعداد الدائم للطيارين داخلية وخارجية من خلال برامج التأهيل العلمى فى معهد الدراسات الجوية ومراكز التدريب والمعاهد الفنية المتخصصة للقوات الجوية، والفرق الخاصة بطرازات الطائرات المختلفة، بالإضافة إلى توفير المحاكيات المتطورة ومقلدات التدريب لزيادة الكفاءة القتالية وتوفير النفقات لافتا إلى أن القوات الجوية لديها مدرسة للقتال الجوى بها آخر ما تم التوصل إليه من فنون الحرب والقتال.
وفى سؤال حول الأنشطة التدريبية للقوات الجوية أكد المصرى أن هناك تعاونا مع العديد من دول العالم فى مجال التدريبات المشتركة، مثل تدريب النجم الساطع والأفعى الحديدية وحلبة النسر مع الجانب الأمريكى والتدريب فيصل مع السعودية واليرموك مع الكويت وعين جالوت مع الأردن، وغيرها من التدريبات مع تركيا وإيطاليا وإنجلترا وفرنسا، ويتم خلال تلك التدريبات الاستفادة من أنظمة ومدارس القتال المختلفة وزيادة الخبرة بما يرفع الكفاءة العملياتية للقوات الجوية المصرية.
وكشف اللواء المصرى أن القوات الجوية بصدد تنفيذ مناورة جوية ضخمة "مجد 2012" تشترك فيها مختلف التشكيلات الجوية وسيتم التعامل فيها مع الأهداف بالذخيرة الحية وطائرات الاستطلاع والإنذار المبكر والحرب الإليكترونية وتنفيذ مهام الإسقاط والإبرار الجوى وتقديم المعاونة للقوات البرية مع استراك الهليكوبتر الهجومى المسلح المضاد للدبابات، مع طائرات الإسعاف الطبى وإخلاء الحرائق.
وأوضح قائد القوات الجوية أن أسطول النقل الجوى، قادر على المعاونة فى عمليات النقل الاستراتيجى، كما فى حالات الاشتراك مع قوات حفظ السلام، والمساهمة فى نقل معدات الإغاثة الطبية إلى كل من تركيا والجزائر ولبنان وتنزانيا والكونغو الديمقراطية، وتعمل القوات الجوية على تحديث أسطولها الجوى بصفة مستمرة من أجل زيادة طاقة النقل بالإضافة إلى تطوير الأجهزة الملاحية ومعدات الإسقاط ليصبح قادرا على تقديم الدعم إلى الدول الشقيقة والصديقة.
وأوضح قائد القوات الجوية أن الركيزة الأولى لنجاح القوات الجوية فى أداء مهامها، هو الفرد المقاتل المزود بعقيدة عسكرية وروح معنوية مرتفعة وقدرة على الأداء الجيد والإلمام التام بمهامه فى السلم والحرب ولياقة بدنية عالية وقدرة على استخدام أحدث المعدات وتلك الصفات تمكن الفرد من أداء مهامه القتالية بأعلى معدلات الكفاءة وأقل استهلاك للمعدات والأسلحة والذخائر فى مختلف الظروف، لافتا إلى أن القوات الجوية تساير أحدث الوسائل العلمية فى مجال إعداد الفرد المقاتل داخل الكلية الجوية بعد تطويرها، وتوفير رعاية طبية وبرامج الإعداد البدنى، بالإضافة إلى مساعدات التدريب الأرضية وتنفيذ التدريبات فى ظروف مشابهة لظروف العمليات الحقيقية، واستخدام ذخائر العمليات لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب.
وفى ختام اللقاء هنأ اللواء طيار أركان حرب يونس المصرى أبناء القوات الجوية بعيدهم الذى يعيد للأذهان ذكرى معركة المنصورة عام 1973 يوم 14 أكتوبر، حيث حاول العدو القيام بتنفيذ ضربة جوية ضد القواعد المصرية بالدلتا بغرض فرض سيطرة جوية على خط الجبهة، ومنع الطائرات المصرية من التدخل ضد قواته، حيث تصدت المقاتلات المصرية للعدو، ودارت أكبر معركة جوية فى سماء مدينة المنصورة، شارك فيها أكثر من 150 طائرة من الجانبين، واستمرت لمدة 53 دقيقة تكبد العدو خلالها أكبر خسائر فى طائراته، حيث تم إسقاط 18 طائرة معادية، مما أجبر باقى الطائرات على الفرار من سماء المعركة.
قائد القوات الجوية: دور الطيران فى العملية "سيناء" الاستطلاع فقط.. لا نعتمد على أى طائرات تدخل فيها صناعات إسرائيلية ونمتلك أحدث طرازات أف 16 وميراج 2000.. لدينا مدرسة متميزة للقتال الجوى
السبت، 13 أكتوبر 2012 01:46 م
اللواء طيار أركان حرب يونس المصرى قائد القوات الجوية
كتب محمد أحمد طنطاوى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة