وائل السمرى

أدونى فرصة استوعب الإجرام

الأحد، 14 أكتوبر 2012 02:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا شاعر، يحمل الكلمة على كتفيه كما يحمل عامل البناء قصعته، يضع فيها روحه، ويخلطها بالتجربة، ويمزجها بعصارة عاطفته، وبلا «مناول» يرتفع بقصعته على سقالة الشقاء، فى كل خطوة يزفر زفرة، فيرتفع أكثر وأكثر، حتى إذا ما أتم مشواره، علا البناء، فسكنا فيه وارتحنا من حر الصيف وبرد الشتاء وضراوة الشوارع القاسية الميتة، اسمه سعيد حامد شحاتة، وله من الموهبة الحرة الطليقة ما يجعلك تتذكر بدايات كبار الشعراء الذين يتنفسون ويقطرون موسيقى ونغما، حفر اسمه بثبات وتأن كشاعر مجيد وموهبة تستحق الالتفات قبيل الثورة، وحينما هلّ يناير صارت قصائده الكثيرة الصافية أشبه بديوان الثورة وتاريخها الروحى، كتب سعيد أمس قصيدة جميلة كتعليق شعرى رهيف على ما حدث فى جمعة استعجال النهاية الإخوانية، ولأنى لا أريد أن أزعجك بتدخلى فى شرحها، أنقل لك بعضها وسأتركك معها كما هى، فهى من أبلغ ما يعبر عنا الآن:
يا بياعين الدم... هتيبعوا دمى بكام
دا دم شاعر... يعنى عنصر خام
لو بعتوا خلوا الكيالين صاحيين
وادونى فرصه استوعب الإجرام
متباع يا مصر وروحى منهوبة
باضحك معاكى وعينى معصوبة
طوبى لمن عدّانى فى القارب
ولبياعينك خمسميت طوبة
حزنانة ليه دلوقت يا أم الخير
زرعوا الضمير... طرح الضمير جرجير
حزنانة ليه دلوقت يا أمايه
كتبونى آية وغيروا التفسير
حزنانة ليه دلوقت دلينى
وادينى مهلة ونشّنى ف عينى
لو كنت مارد كنت أجيب الشمس
وإن كنت خاين كنت أخون دينى
يا بنت قلبى ومهرتى ومهرى
سرقونى – جايز - وانكسر ضهرى
سرقونى واشتد الوجع جواى
سرقونى – قادر - والقليب مهرى
عطشان يا ثورة وروحى بردانة
وسكوتى ذل وطينتى متهانة
عطشان ومش عارف طريق النيل
ولا عارف أشرب زفت م الحانة
حزنانة ليه يا أرض «رَعْ» و«آمون»
دمّ الشهيد طارح فى قلبى لمون
حزنانة ليه يا أم العيار طالع
يهدى الغلابة ويستر المكنون
ملعون أبوك يا سيّد الحارة
يا ساحبنى أعمى وراك على حمارة
ملعون أبوك وإن كان أبوك سلطان
وصّل كلامى وجهّز الغارة
أحمس ما كانش النيل ولا المدنة
أحمس ما كانش السيف لسيّدنا
أحمس وطن وشعار وضلاية
أحمس قصيدة حرب فى الهدنة
أمى ما كاتش تحبنى سياسى
وتملّى ترقى ف جتتى وراسى
وتقول لى حاذر ضربة القناص
وعنيها بتحرضنى أكون عاصى

يا مصر نامى وشخّرى للصّبح
شوّه جمــالك بيّاعين القُبح
نوم العـوافى ولمّا ييجى الدور
ادّونى فرصه أتوضّى قبل الدّبح








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة