محمد الدسوقى رشدى

«العريان» على طريقة عكاشة وعمرو مصطفى

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012 12:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أغلب الظن أن الدكتور عصام العريان نفسه لا يعرف للتحول الرهيب والغريب والمريب والمخجل الذى أصاب شخصيته سببا أو تفسيرا، فمن رجل كان يمثل نقطة يلتقى عندها كل الفرقاء إلى رجل ينفر الناس من تصريحاته غريبة الأطوار وخيالاته التى تنطلق ضد خصومه عبر تويتر والفضائيات على طريقة توفيق عكاشة ومرتضى منصور وعمرو مصطفى.

لا أعرف تحديدا ما الذى أصاب الدكتور عصام العريان الذى كان يوما ما ممثلا للأرض الإخوانية المشتركة التى تتجمع فوقها التيارات السياسية المختلفة وحوله إلى نسخة أكثر تطورا من توفيق عكاشة وعمرو مصطفى بتصريحاته المتناقضة والمضحكة واستعلائه الذى لم يكن يوما ما من سماته أو صفاته، ومن منطلق حسن النوايا لا أجد تفسيرا لحالة الدكتور العريان الغريبة سوى أنه يعانى أعراض نشوة السلطة وسكرها الذى يدفعه لإطلاق تصريحات تترنح يمينا ويسارا لتصيب أقواما هنا وبشرا هناك عن غير علم وبغير منطق، لدرجة وصلت به إلى أن يركب موجة «الإعلام المضلل والمزور» التى يمتطيها كل سياسى قليل الحيلة وكل تيار فشل فى أن يحقق نجاحا ملحوظا على أرض الواقع يضعه فى عين «التخين» إذا تعرض له بالنقد أو الهجوم..

وعن تلك الموجة السلفية والإخوانية التى تنشر كلاما واتهامات حول الإعلام المصرى المضلل الذى يزوّر الحقائق، ويزيف الوقائع، ويشارك فى صياغة المؤامرات من أجل تعطيل وتعجيز الرئيس الجديد كتبت من قبل فى هذا المكان وقلت إن الاتهامات الموجهة لصدر الإعلام المصرى لا تصدمنى لأن الإعلام الإخوانى فشل فى تقديم البديل الطاهر حتى الآن والوزير الإخوانى لماسبيرو يصنع إعلاما يشبه ما كان يقدمه التليفزيون فى العصور الحجرية، ولأن رؤوس حربة الإعلام الإخوانى سواء الصحفيون والمذيعون الذين طالما كتبوا عن فساد وسائل الإعلام وملكيتها للفلول لم يخبرنا أحدهم لماذا لم يسرع ويقدم استقالته، ويكف عن الحصول على أموال تلك المؤسسات المشبوهة؟. ولم نسمع أن قيادات الجماعة قاطعت الإعلام أو كفت عن الظهور فى الفضائيات أو تحديدا فى الفضائيات التى يقولون إنها ملك الفلول والفاسدين وتحديدا فضائية أبوالعينين التى يطل منها يوميا قيادة إخوانية كبيرة بكامل الترحاب.

وإذا كان الاعتراف بالحق فضيلة فالاعتراف بحاجة الإعلام المصرى لهيكلة وإعادة تطهير هو رأس تلك الفضيلة ولكن قبل أن يطلب الإخوان أو أى تيار سياسى يجعل من الإعلام شماعة يعلق عليها فشله وارتباكه وسوء تصرف قيادته لابد أن يطالبوا بتطهير أنفسهم وترويض ألسنتهم حتى لا تطلق تصريحات ووعودا تثبت الأيام كذبها أو مبالغتها، فلا يجد الإعلام مفرا من نقل تناقضها وإثبات كذبهم للناس.

ثم أليس فى توجيه اتهامات عمومية لوسائل الإعلام وأفراد الجماعة الإعلامية نوع من السذاجة، وإثبات أن الإخوان والسلفيين يقولون ما لا يعملون، على اعتبار أن كل القيادات الإخوانية والسلفية كانت دائما تطلب من الإعلام ألا يتعامل مع أخطاء أفرادها وعناصرها بنوع من التعميم؟، وهل يقبل الإخوان أو السلفيون أن نحاسبهم، ونطالب بتطهيرهم ونصفهم بالتضليل والتزييف بسبب عدم تنفيذ وعود الرئيس الخاصة بالـ100 يوم الأولى أو بسبب تصريحات صبحى صالح، أو عماد الدين محمد الذى قال إن الإخوان أسياد مصر، أو بسبب أكاذيب البلكيمى وعلى ونيس مثلما يصفون هم الإعلام بالمضلل بسبب أخطاء وتصريحات فردية لصحفى هنا، أو مذيع هناك؟

ألا يدرك الإخوان أن أخطاء بعض الصحف قد تتشابه مع أخطاء الجماعة؟، ألا يدرك الإخوان أن الجماعة الصحفية والإعلامية بها بعض ضعاف النفوس مثلما يوجد داخل الإخوان وأى تيار سياسى فى العالم؟، فإذا كان الإخوان يمكنهم أن يعتبروا الإعلام كاذبا ومضللا بسبب كذبة مذيع، أو سقطة لمقدم برامج غير نزيه، أو سوء صياغة من محرر صغير، فأنا مثلا يمكننى أن أعتبر الإخوان كاذبين ومضللين لأن الجماعة تراجعت عن وعدها بخصوص عدم ترشيح رئيس، ويمكننى أن أعتبرها جماعة مضللة لأنها تراجعت عن فكرة المشاركة لا المغالبة وتصريحات ووعود كثيرة لا مجال لذكرها هنا الآن؟.. و كما قال المولى عز وجل: «اعدلوا هو أقرب للتقوى».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة