وائل السمرى

ألا تخشى الله يا سيادة الرئيس؟

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012 02:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أجد وصفا لتلك الفئة الضالة من رجال الشرطة الذين اعتدوا على اعتصام المعاقين سوى أن أياديهم قذرة وقلوبهم صدئة ونواياهم خبيثة، لم يتعلموا شيئا من درس الثورة التى كان أول مطالبها مراعاة الحقوق الإنسانية، ولم يدركوا أن السبب المباشر لقيام الثورة هو كثرة الانتهاكات الشرطية وتدخلاتها القميئة فى الشؤون السياسية، ولم ينتبهوا إلى أنه لا سلطة تنفع، ولا رئيس يشفع، ولم يتعلموا بعد أن يكون ولاؤهم للدولة وليس الشخص، وعملهم بالقانون وليس بالفتونة، فلم يتورعوا عن الاعتداء على معاقين، وكأنهم لا ينتمون إلى صنف البشر.

لا سبيل هنا إلى إنكار هذا الاتهام، ولا يعنى فض اعتصام المعاقين أمام قصر الرئاسة سوى أن الرئيس محمد مرسى أصبح لا يخشى أحدا، ولا حتى يخشى الله عز وجل، فقد تعدى مرحلة الاستبداد ودخل فى مرحلة التجبر واستعذاب التنكيل بالشعب المصرى وأبنائه من ذوى الاحتياجات الخاصة، فأى شرع يأمرك يا سيادة الرئيس بأن تنكل بالمعاقين، وأى شريعة تلك التى تريد تطبيقها وأنت ترى على بعد خطوات من قصرك المنيف معاقى مصر وهم يسحلون.
هل أخطأ معاقو مصر حينما تخيلوا أن مصر تغيرت؟ وهل ترى أنهم تعدوا الحدود باعتصامهم؟ وهل يا ترى أجرموا حينما ظنوا أن فى جوارك الملجأ والملاذ من قهر الدنيا واستبداد الفاقة؟ هل هذا جزاء من هتف «وامرساه»؟ وهل هذا هو ما أوصاك به مرشدك أم أنه ابتكار شخصى منك ومن زبانيتك؟ أجب ياسيادة الرئيس وصحح أخطاءك، قبل أن يأتى عليك وقت لا تنفع فيه الإجابات.

لن أقول لك زيادة عما قالته لك الشاعرة وفاء بغدادى فى رسالة سابقة إليك نشرتها فى «اليوم السابع»، فقد طلبت منك «بغدادى» أن تشعر بمعاناة المعاقين ولو ليوم واحد، وناشدتك ـ إن تأففت من الشعور بهم ـ أن تبتر قدميك ولو لساعة واحدة، فأنت لا تعلم يا سيادة الرئيس ما يلاقيه معاقو مصر كل يوم من تعنت وإذلال، لا تعرف أو لا تفهم أو لا تريد أن تعرف أو تفهم، جرب فقط أن تسير على كرسى متحرك لمدة ساعة، ساعة واحدة وأرنى بعدها شكل يديك التى ستحترق من أثر العجلات الساخنة، وأرنى وجهك وهو يتفصد عرقا، ثم جرب أن تعبر الطريق فقط وسط السيارات المسرعة والتجاهل الأمنى المرير لقواعد المرور، ولو أردت أن تشعر بمنتهى الإذلال فحاول أن تصعد إلى الرصيف، وأرنى قدرتك الخارقة وأنت تصعد إلى مصلحة حكومية لا يوجد بها مصعد كهربائى لتستخلص ورقة أو شهادة، ثم بعد هذا حاول أن تدخل إلى أحد الحمامات لتقضى حاجتك يا سيادة الرئيس.

لم أتكلم بعد عن واجبات الدولة تجاه تلك الفئة المضطهدة، ولن أستفيض فيما يجب عليك أن تفعله تجاه هذه الفئة ولم أطالبك بأن تراعى نسبة تعيينهم التى لا يحصلون عليها لأن القانون يشترط لحصول المعاق على نسبة الخمسة فى المائة فى التعيين الحكومى أن يتقدم المعاق إلى العمل إذا ما تم الإعلان عن مسابقة عامة، والتعيين فى مصر لا يتم بالمسابقات وإنما بالواسطة والمحسوبية، فهل من المفترض أن يصبح المعاقون فى مصر كلها من إخوانك الإخوان لتنظر إليهم، أم أن شعار جماعتك الآن تحول من «الإسلام هو الحل» إلى «السحل هو الحل»؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة