فى أزمة النائب العام وجمعة كشف الحساب كانت مساجلات رموز الإخوان مع رموز التيار الشعبى وشباب الثورة فى برامج التوك شو تؤكد أن معركة أخرى قد بدأت فى الميديا وعلى شاشات الفضائيات، معركة يحاول فيها قادة الإخوان النجوم نفى تهمة البلطجة عن الحرية والعدالة فى مواجهة وقائع ومشاهد تم تسجيلها بالصوت والصورة وشاهدنا كيف قامت ميليشيات واضح أنها مستعدة مبكراً بقذف طوفان من الطوب على الواقفين فى ميدان التحرير ثم صعدوا إلى المنصات ليحطموها وينزعوا ألواحها الخشبية ويطرحوا من كان عليها أرضاً ودارت معارك واشتباكات ذكرتنا بما حدث فى موقعة الجمل. المشهد برمته إدانة واضحة للإخوان وإضافة أخرى لممارستهم المكارثية ملحقة بخسارتهم فى موقعة النائب العام، لكن ما يثير العديد من الألغاز هو خروج بعض رموز الإخوان على الفضائيات لنفى صلتهم بما حدث وغسل أيديهم من هذه الجريمة النكراء تماماً، هذا على الرغم من خروج أحد هؤلاء الرموز على قناة الجزيرة وإعلانه وإقراره أن التيار الإسلامى عليه حماية الرئيس مرسى لأنه خليفة المسلمين، وقال بالحرف مستعدون لحرب أهلية لحمايته. وفى صباح اليوم التالى كانت المذيعة الدءوب جيهان منصور تواجه الدكتور عصام العريان بهذه الوقائع والتصريحات فإذا به ينفعل ضدها ويهاجمها بشراسة ويتهمها على الهواء أنها تقبض لتهاجم الإخوان وقال لها «انتى خدتى كام عشان تهاجمى الإخوان» ثم أكمل تهديده بأنها سيتم فصلها من القناة، وجيهان حررت بلاغاً ضد العريان لأنه اتهمها بالصوت والصورة بلا دليل وعليه أن يثبت ما قاله وإلا ستكون جيهان أمام مشاهديها بلا مصداقية. والحقيقة أن «العصبية» والانفعال الذى بدا عليه رموز الإخوان فى الفضائيات يفتح ملفاً حول إرهاب الميديا، هل نحن مقبلون على حقبة تكميم كل من يهاجم الإخوان؟ أو ينتقدهم وهل ثمرة الثورة بعد استبداد 30 عاماً من حكم مبارك وأمن الدولة أن يتم إقصاء وفرز معارضى الإخوان واتهامهم بأنهم يقبضون أو انهم سحرة فرعون أو أنهم أصحاب أجندات؟ شىء من هذا حدث فى برنامجى «صح النوم» أثناء مواجهة بين د.حازم عبدالعظيم ومعه منير فخرى عبدالنور وكان على الهاتف.. إذن ما العمل؟
الحل الوحيد الآن فى يد القضاء لا أمل ولا تفاؤل إلا على أعتاب السلطة القضائية التى عليها أن تتحمل مسؤوليتها للحد دون توغل السلطة التنفيذية التى يحتكرها الإخوان والتأكيد على أن مصر للمصريين جميعاً وعلى الفصل بين السلطات فى ظل غياب سلطة الشعب أما ما يتعلق بإرهاب الميديا فهذه مسؤولية العاملين فى الميديا عليهم التمسك بالمعايير المهنية والحفاظ على مهنة الحقيقة وإعلام الشعب بشفافية، نعم هم يكتوون بالنار ويتلقون سهام ورماح النقد والهجوم لكن هذا قدرهم وتلك مهنتهم وعليهم التمترس بها أمام كل من يريدون احتكار الحقيقة ويؤمنون بالشعار الكارثى «من ليس معى فهو ضدى» وختاماً تحية لكل إعلامى يعمل لوجه مهنته والوطن والحقيقة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة