إذا كان البشر على قناعة بأن لعنة الله واجبة على أمة ضاع الحق بينهم، لأن الحق.. أولا اسم الله.. ثانيا هو الأولى أن يتبع.. أيضا الحق ثمنه غال ومقامه عال.. لذا فعلى ما أظن أن اللعنة يمكن أن تطارد أمة ضاعت الثورة النبيلة بينهم، الثورة التى كتبت بدماء شباب مصر.. زهورها اليانعة: «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية».. الأم المكلومة.. الأب الذى فقد عزيزا لديه.. الجد والجدة ضحوا بـ«أعز الولد».. «الضنا الغالى»، ثم فجأة يتحول المشهد إلى فصول هزلية.. فى كوميديا سوداء بغيضة من إخراج الخطافين.. الذين يمولهم أغنياء الثورات لدرجة استخدام كلمات الحق فى كل ما هو باطل.. تلك اللعنة وبمشيئة الله هى التى ستكشف المستور بعد ما رفض الستر.. بل ويتستر على الفساد.. حقا إن الله يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.. فلا تنتبهوا أيها الفسدة.. نرجوكم.
الثورة تعانى الآن من قيادة فلول الأمس الذين تحولوا إلى ثوار اليوم.. بكل تبجح.. نسوا وتناسوا أن دم الشهيد أقوى من الوقود الذرى.. وفيه أعتى أنواع السم الزعاف.. لا شىء يحركهم إلا الحنين إلى تملق أصحاب الكراسى.. لتأخير ساعة الحساب الذى نتمناه عسيرا.. بعدما فاتهم قطار التطهر، ولو حتى بالركوب فى عربة الصمت، ثم النزول فى محطة التطهر!
يا سادة.. ماذا يحدث.. حضراتكم مش ملاحظين إن رواد حركة التطهير، هم من كان يجب أن يتطهر الوطن منهم؟!
إن ما يحدث من هؤلاء يدعو إلى الدهشة منقطعة النظير.. فهم نفس الأشخاص.. بنفس ثياب الوعظ.. آى والله؟!
> أستحلفك بالله عزيزى المواطن.. هل يمكن لمن كانوا يكتبون ويتحدثون عن آل مبارك.. وعن وجوب السمع والطاعة لهذا الطاغية لأنه يعرف أكثر.. ولأنه بيحب مصر أكثر وأكثر وأكثر.. ونحن لا نقدر ما يفعله من أجلها وأجلنا!
أستحلفكم باله أشقاء الوطن أن تراجعوا مناهجهم الآن.. فمن احتموا بمبارك يحتمون الآن بـ«الإخوان».. وهات يا أخونة.. الله.. الله.. لكن المذهل أن البعض يظن «الإخوة» مصدقين.. لهؤلاء نقول: لأ.. الإخوة مش مصدقين لكن لا يتركونهم يتملقون.. يرقصون يكتبون يذيعون.. يصفقون.. يعددون مزايا الإخوان فى هذا الزمان، وبنفس طريقتهم مع المخلوع!
سبحان الله.. لولا أن الحائط الذى كان يفصل بين زمن مبارك.. وزمن الإخوان تمت إزالته بهؤلاء ما كان الشارع المصرى انتبه.. الشارع المصرى الذى يقطنه أهالى الشهداء.. الذين سيكتشفون خطط وخطايا من يرفعون «قميص الشهيد» حتى تختفى وجوههم الحقيقية خلفه.. وعلى ما أظن إننى لا أغالى.. ولا أذهب بعيدا فيما أسرد لحضراتكم.. بل ويمكنكم أن تراجعوا معى!
> أستحلفكم بالله.. هل نسيتم أن حاملى البطاقات الموسمية لتملق الحاكم هم نفسهم الذين عملوا.. وعاشوا.. وتعايشوا مع النظام السابق سواء فى صحافته التى أتحفتنا بإبراهيم نافع وحسن حمدى فى عزبة الأهرام التى جمعوا منها يا عينى قرابة الـ3 إلى 4 مليارات جنيه.. وكان ثوار اليوم معهم؟!
أستحلفكم بالله ألم يكن يمكنهم حتى عدم التعاون.. الصراخ.. أى حاجة حتى، بل دافعوا بضراوة.. وتسللوا للمناصب، وكتبت بأسماء بعضهم حاجات.. وحاجات ولم يتعظوا!
هل نسيتم كيف كان حسن حمدى سيدا كبيرا رفعوه إلى مصاف الزعماء.. بل وحاربوا معاركه ضد الثوار بداية من صالح سليم رحمه الله.. آخر من أصر على مبادئ الأهلى، ثم طاهر أبوزيد وكيف كانوا يهيئون الرأى العام للقبول ببقاء حمدى طول عمره على كرسى الأهلى وكله مكتوب ومنشور!
هل نسيتم أنهم كانوا يرون ملايين يتم صرفها على الانتخابات فى العمل التطوعى الأحمر، وحتى عندما كشف صالح سليم حمدى والشلة.. أخرجوا له - رحمه الله - لسانهم وانقلبوا عليه!
كل مصر.. نفر.. نفر.. طيب بلاش كل مصر.. كل.. أو 80٪ من العاملين فى مؤسسة الأهرام يعرفون كم الفساد إلا كتيبة وزير الدفاع.. التى تدافع حتى الآن.. بس الحقيقة نص.. نص.. لأنه كما تدين تدان.. ده حتى آل سليم، هشام وخالد لم يسلما منهم.. بل أكدوا أن هشام صالح سليم لا يدفع اشتراك الأهلى.. ياه.. أين حمرة الخجل؟!
ده فى جانب ضيق بالنسبة لشفط مئات الملايين من الكرة.. حضراتكم بالتأكيد تتذكرون كيف كانوا يهللون للأخوين مبارك.. جمال وعلاء.. ويرونهما عبقريتن معمليتين فذتين.. هم للأسف نفس الأشخاص الذين يتحدثون الآن عن الفضيلة والشهداء والدماء!
شهود كثر أحياء يرزقون، ولعل من حسن الطالع أن النائب العام عاد لمنصبه بعدما تأكد أن القانون وحده هو الباقى.. لذا فالمؤكد أن الحق بات قريبا وسيظهر الله علامات.. أيضا الملفات سيعاد فتحها.. وأرجو أن يراجع كل من يريد مسلسلات الإعلام.. وكيف تم خلط العام بالخاص فى كارثة كبرى، لكننى ممتن جدا للتكنولوجيا التى أسقطت مبارك لأنها ستلعب دورا خطيرا.. قريبا جدا بفكرة بسيطة جدا برضه عنوانها: «كتب.. وكتب».. ظهر فى الـ«T.V.. وظهر تانى».. يعنى كل شىء هاينكشف جدا قوى خالص.. بس لازم نذكركم بأن الرجالة سينقلبون على بعضهم البعض.. وسيتبرأ الجميع من «حمدى» والشلة.. ويلتفون حول هادى والإخوة!!
أستحلفكم بالله لماذا تم الصمت على قيادات فاسدة.. لماذا تحدثوا كثيرا عن جدوى وجود ممدوح عباس ثم فجأة يكتشفوا أنه على تماس مع الفساد!
لماذا هللوا للواء محمد عبدالسلام؟ ألا يعرفون أى شىء عن المقاصة والبورصة.. ولا بورصة سعيدة سيادتك!
يا شباب مصر العظيم النبيل. من خدم الفساد وسكت، بل وشارك وقاد وتنعم.. ولم يتعظ حتى عند الشدائد ماذا تنتظرون منه.. أنه يريد أن يحرق الأرض.. ويفرم مستندات.. لو عدتم إليها.. ربما تصابون بغيثان يحتاج لدكاترة من الخارج.. وعندكم التكنولوجيا عودوا إليها.. ستجدوا حقائق غيبوها.. أنتم الأمل.. فلا تصدقوا فلول الأمس.. الذين أصبحوا.. أو يحاولون أو يمثلون أنهم ثوار اليوم.. يا سادة مصر مش عزبة.. مصر بلدكم.. عيش حرية.. عدالة اجتماعية.. كتبت بدماء إخوانكم فلا تنسوهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة