انفتحت آبار الأسرار والاتهامات، بين أطراف سياسية عديدة، حيث أعلن ياسر برهامى أنه التقى الفريق أحمد شفيق قبل إعلان نتائج انتخابات الإعادة، وأنه فعل ذلك من أجل حقن الدماء.
ولم يكن السلفيون وحدهم الذين التقوا شفيق، بل هناك أطراف أخرى كانوا يتصورون أنه سوف يفوز، ووجدوا عليهم أن يرتبوا أنفسهم ويضمنوا مستقبلهم السياسى، ولهذا كانت نفس الأطراف تعلن وقوفها وراء الدكتور مرسى، السلفيون لم يكونوا وحدهم، ولهذا ردوا بأن هناك لقاءات لأطراف أخرى أعلنت تأييد مرسى وكانت تلتقى شفيق.
وكل طرف ينكشف أمره، يسارع بإعلان «أنه ليس وحده»، وأن هناك أطرافا أخرى التقت وتباحثت وتفاوضت.
كما أشرنا فإن السياسة فى النهاية مصالح ومناورات، لكن الأمر يتحول إلى فضيحة عندما يمارس السياسيون فى الخفاء ما يرفضونه فى العلن.
منذ ماقبل تنحى مبارك، لم تتوقف التيارات والأطراف السياسية عن عقد لقاءات مع أطراف داخل نظام مبارك ومع أجهزة الأمن، وهناك اتهامات تداولها شهود حول موقعة الجمل، ودور أطراف سياسية فيها، وأدوار لقيادات حزبية وسياسية مختلفة كانت موجودة بالميدان وعلى صلة بالأجهزة المختلفة. وقد أعلن الفريق أحمد شفيق أن لديه الكثير من الأسرار تتعلق بأطراف سياسية مختلفة، ثم إنه قال عن القيادى الإخوانى حسن مالك التقى به مرتين أثناء الانتخابات بتكليفات من الجماعة، وهى لقاءات لم تنكرها الجماعة وإن كانت قالت إنها دارت فى سياقات أخرى، شفيق بدا وكأنه يهدد بفضح المزيد من الأطراف، وكشف تفاصيل اللقاءات والعلاقات، أثناء توليه رئاسة الحكومة، أو الانتخابات.
قبل تنحى مبارك التقى الإخوان مع عمر سليمان، وهو أمر معلن، وجرت مفاوضات عن امتصاص المظاهرات مقابل اشتراطات سياسية، وبعد التنحى ظلت المفاوضات واللقاءات مع المجلس العسكرى، وكان المعلن فى الإعلام، أحيانا يختلف عما يدور خلف الجدران، وكانت اللقاءات تشهد اتفاقات، سرعان ما يتم التراجع عنها.
والكثير من تفاصيل المرحلة الانتقالية، تداولته اتهامات، أو بيانات وبيانات مضادة، بما يشير إلى أن السياسيين كانت لهم حسابات تختلف عن حسابات المواطنين والثورة والناخبين، كانت مصالحهم تحكم، والكثير من الأطراف ليست بعيدة عن المناورات والاتفاقات.
و(اللى بيته من قزاز مايحدفش الناس بالطوب)، كما يقول المثل، وهى نصيحة لمن فيه عيوب ومناطق فساد لا يفترض أن يبدأ بمهاجمة الآخرين وتوجيه الاتهامات إليهم، وعلى العكس فإن الحالة السياسية الدائرة الآن عبارة عن معارك «حدف طوب»، كل طرف يسعى بكل طاقته لإلقاء أكبر قدر من الطوب على منافسيه وخصومه، وتختفى أى حالة نقاش أمام المعارك الكلامية والتصريحات، ضمن سيرك سياسى وليس منافسة على برامج أو أفكار أو مبادرات. بينما الحقيقة أن الأطراف السياسية أو غالبيتها، لم تكن خالية من العيوب، وأغلبها تورط فى اتفاقات ومساع تحتية تخالف ما كانت هذه الأطراف تعلنه.. وننتظر المزيد من الأنباء، حول زعماء «البيوت الزجاجية».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة