أعشق الملاحظون.. هؤلاء الذين يلتقطون الصغيرة قبل الكبيرة من الهواء ويقدرون التفاصيل حق قدرها، لذلك فرحت جدا بأن الكثير منكم انتبهوا للاستخدام المتكرر للفظة الخجل أو الكسوف فى تلك المساحة خلال الأسابيع الماضية وأرسلوا يستفسرون؟!!.. ولهم أقول: تكرار ألفاظ الخجل والكسوف فى وصف الحالة السياسية وتفسير تحركات القيادات السياسية والحزبية أمر وليد نتيجة كبرى تقول بأن الكثير من أهل السياسة فى مصر معارضة وسلطة لم تعد تجرى فى شرايينهم دماء، فهم يقولون فى الصباح عكس ما يفعلونه ليلا، ويعدون الفقراء بما لا طاقة لهم بتنفيذه، ويستخدمون كلام الله فى غير موضعه، ويهتفون «إيد واحدة» أمام الكاميرات بينما تمتد أياديهم لتنهش فى لحم الوطن من أسفل الترابيزات.. فهل يجدى مع هؤلاء استخدام ألفاظ أخرى غير الكسوف والخجل..
واستمرار للتكرار أسأل: ألم يشعر أهل الأحزاب والحركات المدنية بالكسوف وهم يتابعون الانتخابات التى جرت داخل حزب الحرية والعدالة من أجل اختيار رئيسه الثانى بعد رحيل محمد مرسى إلى قصر الرئاسة؟ ألم يشعر أهل التيار الليبرالى الذين يتحدثون عن الممارسات الديمقراطية الحضارية والانتخابات التى لا تعرف طعنا ولا اتهامات بالتزوير ولا تراشقا بالألفاظ ولا تخوينا ولا انشقاقات بالأسى على تجارب الأحزاب المدنية مثل الوفد والجبهة والتجمع والناصرى وغيرها من الأحزاب المدنية التى لم تحظ يوما بانتخابات حضارية ومحترمة مثل تلك التى شهدها حزب الحرية والعدالة وفاز خلالها الدكتور الكتاتنى بمنصب الرئيس بنسبة %68 تقريبا، ثم وقف يضحك ويبتسم ويحتضن منافسه عصام العريان الذى خرج خاسرا فى معركة ربما تكون الأخيرة له بسبب تصرفاته وتصريحاته غير المتزنة فى الفترة الأخيرة؟
أعرف أنك ستردد ما يقوله أهل المعارضة بخصوص أن انتخابات الحرية والعدالة مجرد تمثيلية، وأن النتائج كانت معدة سلفا، وأن مكتب الإرشاد هو الذى رسم سيناريو الترشح وأخرج مشهد النتيجة بهذا الشكل، وأعرف أنك ستقول كل ذلك دون أن تقدم دليلا واضحا يثبت كون انتخابات الحرية والعدالة تمثيلية أخرجتها جماعة لا تعترف بالديمقراطية وطرقها، ولكن اسمح لى أن أغلق أمام كلامك هذا طبلة أذنى، فأنا يا سيدى حينما أمسك القلم لا أرى إلا أرض الواقع التى بدا عليها بالأمس مشهد ديمقراطى انتخابى محترم حينما تقارنه بالمعارك والخناقات التى شهدها حزب الوفد والصراعات التى تدور فى التجمع أو الناصرى أو الجبهة لابد أن تسأل لماذا لا يشعر هؤلاء الذين يتحدثون عن الديمقراطية وتداول السلطة ليل نهار بالخجل والكسوف على فشلهم فى تطبيق نظرياتهم على أرض الواقع؟.. لا تنتظر منهم إجابة، لأن إجابة هذا السؤال تحديدا لن تجدها إلا فى عيادة طبيب نفسى.
أوجاع الناس:
سيادة وزير الزراعة وسيادة وزير الرى أهالى قرية شعيرة التابعة لمركز ميت سلسيل والتابعة لهندسة رى غرب المنزلة بالدقهلية يستغيثون بسبب ضياع مياه رى أرضهم وتسربها إلى المصرف عبر مجموعة من الفتحات صدرت قرارات بإزالتها ولم تتحرك الجهات الرسمية لتنفيذها.. الأهالى أرسلوا أكثر من شكوى للمحافظ وغيره دون مجيب وأصبح أكثر من 50 ألف فدان فى طريقها للبوار.. فهل من مغيث؟ هل يتحرك أحد من الحكومة لإنقاذ الأرض الزراعية التى نتغنى كل يوم بإصدار قرارات للحفاظ عليها بينما نتفنن فى تبويرها وإفسادها بالإهمال؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة