على درويش

خطبة الوداع

الإثنين، 22 أكتوبر 2012 11:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خطبة الوداع التى جاد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى يوم عرفة «الحج عرفة» تقع فى عشرين سطراً مكتوبة ولا تستغرق قراءتها أكثر من عشرة أو خمسة عشر دقيقة ولكنها رغم سطورها المحدودة فإنها أرشدت إلى سبل النجاح والصلاح وأنارت الفهوم والقلوب وحلقت بالمعانى إلى العلا شارحة طرق النجاة، فقد نطق بها سيد الرسل عليه الصلاة والسلام مبسطاً وملخصاً طريق الهداية والعدل والمحبة وأن الإسلام يقوم على التوحيد والعدل والحلال والصدق والأخوة والإخلاص. قال الرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام «أيها الناس: إن الشيطان قد يئس أن يعبد فى أرضكم هذه، ولكنه قد رضى أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم». فالتوحيد قد تمكن من قلوب هذا الحجيج الذى جاء تاركا كل شىء خلفه ومقبلاً على ربه بالحب والإخلاص. إنهم ساروا وطافوا وهللوا وكبروا وصلوا وصعدوا جبل عرفة مع المصطفى المختار عليه أزكى التحية والسلام إنهم بإخلاصهم وبزهدهم أشبه بالملائكة. إن الله العلى القدير سبحانه وتعالى يباهى بهم أهل السماوات إنهم عباد الرحمن الذين رأوا النور فهرعوا إليه ونسوا كل شىء سوى الله سبحانه وتعالى ونبيه الكريم عليه الصلاة والسلام.
ولأن الأسرة أساس المجتمع، ولأن الأسرة السليمة هى من عزم الأمة على النهوض والرقى والسعادة، ولأن المرأة الصالحة هى ركن هام وأساسى فى الأسرة قال سيد الخلق عليه الصلاه والسلام «...فاتقوا الله فى النساء، واستوصوا بهن خيراً، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد». كما طالب المرأة بالقيام بواجباتها كزوجة. ثم نفى وحذر من العودة إلى الجهل والعمى الفكرى والسلوكى بقوله عليه الصلاة والسلام: «...فلا ترجعن بعدى كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإنى قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده، كتاب الله وسنتى؟ ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد». إن حياة المسلم تقوم على التعاون والتآخى بين أفراد وجماعات المجتمع مثلما فعل رسول الله عليه الصلاة والسلام مع المهاجرين والأنصار وطبقاً لما قاله المصطفى عليه أزكى التحية والسلام فالمسلمون كالبنيان إذا اشتكى منه عضو تداعت له بقية الأعضاء بالسهر والحمى. وقال النبى الكريم الرحيم عليه الصلاة والسلام فوق جبل عرفة «...إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربى على أعجمى فضل إلا بالتقوى». ومن التقوى بالإضافة إلى المناسك والصلاة منفعة الغير والإحسان للإنسان والحيوان والطبيعة. وكلما ارتقى الإنسان إيمانياً ارتقى سلوكياً وكثرت منافعه للغير. ولقد صدق سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام عندما قال: «خيركم أنفعكم للناس» والناس هم عموم البشر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة